أخرجت مليشيا الحوثي المدعومة من ايران مشهدا هزليا جديدا لعملية إعادة الانتشار في موانئ الحديدة، وذلك بعد تسليم المواقع لعناصرها فيما يسمى قوات “خفر السواحل” وبحضور مراقبين دوليين، في مسرحية كتبت فصولها في طهران، الدولة الراعية للإرهاب والتي تعمل على إرباك خطوات السلام باليمن. ونشرت وسائل اعلام يمينة مجموعة صورة تثبت تكرار الحوثيين ذات مشاهد الانسحاب الوهمي في ميناء الحديدة في ال30 من ديسمبر الماضي، وتبادل الاستلام مع مجاميع حوثية جرى تجنيدهم في قطاع خفر السواحل، في التفاف يمهد لإفراغ مضامين اتفاق ستوكهولم وتسليم الموانئ للحكومة الشرعية. وكانت الحكومة اليمينة الشرعية قد أعلنت رفضها إعادة الانتشار أحادية الجانب لمليشيا الحوثي وقالت إنها ستقيم خلال الأيام المقبلة ما تم على الأرض، كما أكدت ضرورة تحقق فريق ضباط الارتباط من أي عملية انسحاب تنفيذا للآلية الثلاثية وتطبيقا للقانون الدولي في التحقق المشترك. بدورها أكدت القوات اليمنية المشتركة أنها ترصد عن قرب آلية تنفيذ الانسحابات وستوضح خلال الأيام المقبلة ما تم إنجازه على أرض الواقع. ورغم المسرحية الحوثية، وردود فعل واسعة رسمية وشعبية إثر إعادة الانتشار أحادية الجانب، فإن وفد الحكومة الشرعية في اللجنة عقد في مدينة عدن مع رئيس البعثة الأممية الجنرال الدنماركي مايكل لوليسجارد، اجتماعا ثنائيا بعد إعلانه تعليق ذلك، ووصفه بأنه “إيجابي”. وقال الوفد في بيان، إن لوليسجارد قدم توضيحات بشأن إعادة الانتشار الحوثية الأحادية، وتم الاتفاق على ضرورة أن تفضي انسحابات المليشيا إلى دور قيادي للأمم المتحدة، كما تم الاتفاق على الإطار الزمني للاتفاق. ويحدد الإطار الزمني تفعيل آلية التحقق والتفتيش للمراقبين الدوليين في موانئ الحديدة، والإشراف على الموانئ وعملية إزالة الألغام والمظاهر المسلحة، فضلا عن تحديد الفترة الزمنية لاستكمال خطوتي المرحلة الأولى من إعادة الانتشار. هذا فيما أحدثت المهزلة الحوثية لغطا واسعا في الشارع اليمني، ففي حين تحفظت الحكومة الشرعية بشكل رسمي على اتهام الأممالمتحدة بالتواطؤ، أكدت مصادر حكومية أن المنظمة الدولية تعمل على خلط الأوراق أكثر من حلها. واتهم رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية محمد أنعم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث بخلط الأوراق وهروبه من مواجهة فشله في إدارة ملف أزمة اليمن إلى تحميل الحكومة الشرعية مسؤولية إفشال اتفاق ستوكهولم. ونقل موقع ” بوابة العين” الاخباري عن انعم : أن جريفيث يحاول إنقاذ مليشيا الحوثي من أي إجراءات كان سيتخذها مجلس الأمن في جلسته المرتقبة منتصف مايو الجاري، ما يضاعف تفاقم الصراع في اليمن وعلى مستوى المنطقة. ولفت أنعم إلى أن المشكلة لم تعد تسليم المليشيات لخرائط الألغام، بل إن المؤامرة الأممية الحوثية هي شرعنة تسليم الانقلابين لذات المجاميع والبقاء في الموانئ وفي المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرته. وكان التحالف العربي قد طالب بتحديد موقف صريح بشأن الانسحاب الحوثي كون المشهد أصبح بعد 5 أشهر من المراوغة أكثر تعقيدا، موضحا أنه لا يعتقد أن سلاما وانسحابا كهذا سيصمد لعوامل داخلية وخارجية. بدوره اكد رئيس الوفد الحكومي في لجنة إعادة الانتشار اللواء ركن صغير بن عزيز أن الأممالمتحدة سوف توضح أن انتشار مليشيا الحوثي في موانئ الحديدة هو جزء من المرحلة الأولى المتفق عليها مع النقاط الفنية. وفى السياق قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، ان الانحساب نسخة مكررة لمسرحية تسليم المليشيات الميناء في ديسمبر الماضي وأضاف الارياني في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “تويتر : مشرف المليشيا الإيرانية في مدينة الحديدة أبوعلي الكحلاني، ارتدى ثيابا مدنية وتسلم إلى جانب المدعو محمد قحيم والوشلي وعدد من قيادات المليشيا الميناء من عناصرهم المسلحة الذين ارتدوا الزي العسكري “. ولفت وزير الإعلام اليمني إلى أن “المدعو أبوعلي الكحلاني هو المرافق الشخصي لعبدالملك الحوثي والمسؤول الأمني والعسكري الأول عن المليشيا الانقلابية في مدينة الحديدة، كما هو المدعو محمد عياش قحيم والوشلي من قيادات المليشيا المتورطة في أعمال قتل وإرهاب واعتداءات على المواطنين في الحديدة”. وشدد الإرياني على أن “ما قامت به المليشيا الحوثية مسرحية مكررة بتسليم إدارة الميناء لعناصرها (بزي مدني) يكشف عن استمرارها في التلاعب والتملص من تنفيذ بنود اتفاق السويد، ومحاولاتها الالتفاف على التفاهمات التي أنجزتها لجنة إعادة التنسيق المشتركة وشرعنة انقلابها عبر انتهاج سياسة التضليل والخداع”.