اتهمت ثلاث منظمات حقوقية دولية في بيان مشترك، ميليشيا الحوثي الانقلابية باستغلال القضاء في الانتقام السياسي من المعارضين والتحفظ على ممتلكاتهم. وحذر البيان الصادر “عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة “سام” للحقوق والحريات ومنظمة “إفدي” الدولية” من خطورة استمرار المحاكم التابعة للحوثيين بإصدار أحكام إعدام بحق معارضين سياسيين، دون أدنى اعتبار لشروط المحاكمة العادلة. وقال البيان إن المحاكم الخاضعة لسيطرة الحوثي تنتهك بشكل واضح خصوصية المعتقلين، إذ يتم في بعض القضايا تصوير المعتقل أثناء فترة الاستدلال، وهو إجراء غير جائز قانونا، ويتعدى ذلك إلى نشر صورة المعتقل والتسجيل الصوتي له في جميع وسائل الإعلام. وأفادت المنظمات الثلاث أن مليشيا الحوثي عمدت إلى تحويل المنظومة القضائية في المناطق التي تسيطر عليها إلى أداة سياسية لتصفية الحسابات مع خصومها السياسيين، إذ عملت على إخفاء واحتجاز ومحاكمة مئات المدنيين بتهم فضفاضة، وانتهكت جميع الإجراءات القانونية الواجب اتباعها لضمان حقوق المتهمين. ولفت البيان المشترك إلى أن معظم المعتقلين في سجون الحوثي اختطفوا بطريقة غير قانونية، وخضعوا للإخفاء القسري لعدة أشهر قبل أن يظهروا في أماكن احتجاز غير قانونية لا تخضع لإشراف النيابة العامة، وكانوا يتعرضون خلال فترة الاحتجاز لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ويجبرون وهم معصوبو الأعين على التوقيع على اعترافات لا يعرفون مضمونها. وقالت المنظمات أنها وثقت عدداً من الحالات التي صدر فيها أحكام إعدام بحق مجموعة من المدنيين، إذ لم يستغرق الأمر سوى جلسة واحدة لإصدار أحكام تنهي حياتهم، ولم تعط المحكمة هيئة الدفاع الحق في تقديم المرافعة للدفاع عن المتهمين. وأطلقت المنظمات في ختام بيانها نداء عاجلا إلى جميع الأطراف الدولية ذات العلاقة بالضغط على المليشيا الانقلابية لوقف تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق عدد من المتهمين، وإلزام لحوثيين بإنهاء هيمنتها على القضاء، ووقف الأحكام المسيسة وقرارات الإعدام التي تصدرها بحق عشرات اليمنيين بتهم ملفقة وحيثيات قانونية مسيسة، واحترام حقوق الأفراد الخاضعين لسلطتها، والإفراج عن كافة المختطفين والمختفين قسرا داخل سجونها. وعلى صعيد العمليات العسكرية كبدت قوات الجيش اليميني المليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات خلال مواجهات وقعت شمال محافظة الضالع وسط البلاد واندلعت المعارك عقب هجوم للحوثيين من 4 محاور في منطقة حجر غرب قعطبة، تصدت له القوات المشتركة والحزام الأمني، مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية لدى الحوثيين. وقصف الحوثيون قرى وتجمعات سكنية في حجر بشكل عشوائي، مما تسبب في نزوح عدد من الأسر إلى مناطق أخرى. ودفعت قوات التحالف العربي بتعزيزات عسكرية جديدة من القوات المشتركة إلى شمال محافظة الضالع مع اشتداد المعارك مع ميليشيات الحوثي. وفى سياق منفصل توفي العشرات من المهاجرين الأفارقة في اليمن، مؤخرا، من جراء الإصابة بحالات إسهال حادة، في محافظة لحج، وسط نقص للأدوية وغياب الأسرة الطبية. وبحسب تقارير حقوقية، فقد توفي المهاجرون في مستشفى ابن خلدون، جنوبي محافظة لحج، وسط مخاوف من وقوع المزيد من الضحايا في المستقبل، لاسيما أن المستشفى يستقبل عشرات اللاجئين الأفارقة كل يوم. ويؤكد الطاقم الطبي أن إمكانيات المستشفى غير قادرة على استيعاب المرضى الذين يتوافدون عليه، وطالب مسؤولون المنظمات الدولية بمد العون، بالنظر إلى تردي الخدمات الصحية في البلاد.