يشير ارسال اربعة صينيين اويغور اعتقلوا سبع سنوات في غوانتانامو من باب الخطأ الى برمودا، الى الصعوبة التي يواجهها باراك اوباما في تنفيذ وعوده الانتخابية باغلاق غوانتانامو وضرورة التكيف مع وقائع السياسة الداخلية. وبعدما اعلن الرئيس الاميركي استمرار العمل بالمحاكم العسكرية الاستثنائية المثيرة للجدل التي انشأها سلفه جورج بوش مع اصلاح انظمتها، طرح في منتصف ايار/مايو امكانية بقاء عشرات المعتقلين في غوانتانامو محتجزين الى ما لا نهاية بدون محاكمتهم، مثيرا موجة احتجاجات بين منظمات حقوق الانسان. ووجهت الولاياتالمتحدة في الايام الاخيرة طلبات الى عدد من الدول الثالثة مثل المانيا وكندا واستراليا وبالاو لاستقبال الصينيين الاويغور ال17 المعتقلين منذ 2002 والذين تمت تبرئتهم منذ سنوات من اي تهم بالضلوع في الارهاب، ما بدا وكأنه يشير الى انها لا تعتزم استقبال اي منهم على الاراضي الاميركية. وقال ويلز ديكسون محامي اربعة من هؤلاء المعتقلين الذين ينتمون الى الاقلية الصينية المسلمة الناطقة بالتركية "اعتقد فعلا انه بات من المستبعد للغاية ان تستقبل الولاياتالمتحدة ايا من الاويغور يوما". وقال متحدثا لوكالة فرانس برس "دعونا من السذاجة .. فالسبيل الوحيد حتى يغادر موكلي غوانتانامو اليوم هو ان يستقبلهم بلد ثالث". غير ان وزير الدفاع روبرت غيتس ووزير العدل اريك هولدر كانا اعلنا قبل بضعة اشهر ان ادارة اوباما تعتزم استقبال الاويغور على الاراضي الاميركية. لكن جنيف مانتري الخبير في منظمة العفو الدولية اوضح لوكالة فرانس برس ان ادارة اوباما تخضع "لعدة ضغوطات متضاربة". فالوقت ينفد امام الادارة الاميركية قبل ان تعلن المحكمة العليا في 29 حزيران/يونيو ما اذا كانت تقبل النظر في مسعى قدمه المعتقلون الاويغور طالبين اطلاق سراحهم في الولاياتالمتحدة، ومع انقضاء المهلة التي حددها اوباما حتى كانون الثاني/يناير 2010 اي بعد سبعة اشهر لاغلاق المعتقل. ويقع مصير المعتقلين الخمسين في غوانتانامو، وبينهم الاويغور، الذين ترفض الولاياتالمتحدة اعادتهم الى بلادهم خشية تعرضهم للتعذيب فيها، في صلب سجال كبير جار في الكونغرس. ولم يتردد الجمهوريون في الكونغرس في التأكيد على انهم "لا يريدون ارهابيين في شوارع" الولاياتالمتحدة، غير آخذين في الاعتبار تبرئة هؤلاء المعتقلين من تهم الارهاب، وقد انضم بعض الديموقراطيين اليهم رافضين منح الحكومة 80 مليون دولار اقرت لاغلاق غوانتانامو ما لم تقدم خطة محددة لذلك. وقالت سوزان بيكر مانينغ محامية الاويغور الاربعة الذين اطلق سراحهم الخميس في برمودا متحدثة لوكالة فرانس برس "انني ادرك تماما ان ثمة جدل جار، لكنه ينم عن قدر من الهستيريا ولا يستند الى الوقائع". ولفتت الى ان "الوقائع تشير الى ان هؤلاء الرجال لم يكونوا يوما ارهابيين .. لقد اعتقلتهم الولاياتالمتحدة التي تتحمل مسؤولية هذا الخطأ". واشار مانتري الى الضغوط الدولية بهذا الشأن مشددا على ان "عدة بلدان عرضت استقبال معتقلين يطلق سراحهم من غوانتانامو، لكن بشرط ان تستقبل الولاياتالمتحدة بعضهم". وقال ويلز ديكسون "علقنا الكثير من الامال على باراك اوباما، كنا نثق به حين كان يقول انه سيغلق غوانتانامو" مضيفا "امر مخيب للامل فعلا ان يبقى العديد من المعتقلين مثل الاويغور الذين تمت تبرئتهم منذ سنوات قيد الاعتقال".