أعلنت الصين أن قادة 37 دولة وممثلين من كوريا الشمالية سيحضرون قمة مبادرة “الحزام والطريق” الخميس المقبل ، وتبلغ كلفة هذا المشروع الذي يحظى برعاية الرئيس الصيني شي جين بينج تريليون دولار، ويشمل مشاريع بحرية وسككا حديدية وشبكة طرق في آسيا وأفريقيا وأوروبا. وقال وزير الخارجية الصيني أن إجمالي حجم التجارة بين الصين والدول المشاركة تجاوز 6 تريليونات دولار، في حين تجاوز حجم الاستثمار 80 مليار دولار، منوها بإنشاء 82 منطقة تعاون بالشراكة بين الصين والدول المعنية ما يمثل تقريبا 300 ألف فرصة عمل؛ وهو ما يوفر فرص تنمية هائلة للدول المشاركة ، وأصدر بنك الصين، أحد أكبر المقرضين التجاريين في الصين، سندات متعددة العملات بقيمة 3.8 مليار دولار لجمع تمويل منخفض التكلفة للديون المتوسطة والطويلة الأجل إلى المبادرة. وتعتبر المملكة بموقعها الجغرافي الاستراتيجي شريكا طبيعيا في مبادرة الحزام والطريق، ويعزز هذا الدورة قوة العلاقات السعودية الصينية ، حيث تعتبر المملكة أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وشمال إفريقيا ، والترابط بين مبادرة “الحزام والطريق” و”رؤية 2030″ . وتمضي العلاقات بخطى سريعة للتعاون والشراكة المتميزة منذ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – للصين عام 2017، ثم زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للصين خلال فبراير الماضي، ضمن جولة آسيوية شملت باكستان والهند، حيث تم توقيع 35 اتفاقية تعاون مع الصين بقيمة إجمالية تزيد عن 28 مليار دولار شملت مجالات صناعة البتروكيميائيات والطاقة والاتصالات وبناء البنى التحتية والمالية والتكنولوجيا المتقدمة، وتم الإعلان عن جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بهدف تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين. وأكد سمو ولي العهد ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي بنسبة 32 %، مشيرًا إلى أن الفرص في المستقبل كبيرة جدًا ، كماعدّ سموه الجزيرة العربية جزءًا رئيسًا من مبادرة الرئيس الصيني لطريق الحرير، حيث تتلاقى توجهات الصين الإستراتيجية للمبادرة بشكل كبير جدًا مع رؤية المملكة . وتجاوزت استثمارات المملكة في الصين 12 مليار دولار بنهاية العام الماضي، إذ وصل عدد الشركات السعودية المستثمرة في قطاعات صينية أكثر من 290 شركة، تركزت في الصناعة والتجارة والبحث العلمي والخدمات الفنية ، فيما تقدر استثمارات الصين في المملكة بأكثر من 8 مليارات دولار. ويرتكز التعاون الاقتصادي بين الرياضوبكين على أطر مؤسسية قوية وفاعلة ويتمثل ذلك في اللجنة السعودية – الصينية المشتركة، ومجلس الأعمال السعودي – الصيني، ومذكرة تفاهم حول تعزيز التعاون في مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير والطاقة الإنتاجية ، ويزيد حجم التبادل التجاري عن 47 مليار دولار بفضل السياسات المحفزة وجاذبية البيئة الاستثمارية في كلا البلدين. واتخذت المملكة خطوات نحو مشروع إحياء طريق الحرير، بتأسيس شركة طريق الحرير السعودية، كإحدى الأذرع الاقتصادية الجديدة للمملكة التي ستسهم في جذب العديد من الاستثمارات الخارجية.