أكد سفير جمهورية الصين الشعبية في المملكة لي تشنغون متانة العلاقات الصينية السعودية، لافتًا إلى أن الجولة التي سيجريها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدول شرق آسيا ستشمل جمهورية الصين. ووصف لي تشنغ ون زيارة خادم الحرمين إلى الصين التي تعد الأولى من نوعها منذ توليه سدة الحكم، والثالثة على المستوى الشخصي بالتاريخية. وعن تاريخ العلاقات بين البلدين أوضح أنها تأسست دبلوماسيا وبشكل رسمي في 1990، حيث كانت السعودية آخر دولة عربية تؤسس علاقاتها الدبلوماسية مع الصين، لكن علاقات البلدين شهدت طفرة كبيرة وتقدمت إلى الصفوف الأولى في وقت سريع. وقال لي تشنغ إن السعوديين ينظرون بإخلاص إلى أصدقائهم الصينيين. ومضى خلال مؤتمر صحفي عقده بالسفارة الصينية في الرياض قائلًا إن زيارة خادم الحرمين للصين ستشهد توقيع اتفاقات سياسية واقتصادية تعليمية وإنسانية وثقافية، مشيدًا بالجهود المشتركة من الجانبين حيث حقق التعاون البراغماتي بين الجانبين تقدمات في جميع المجالات. وبيَّن لي تشنغ ون أن من ضمن الحديث الآن بين الجانبين البحث في إستراتيجية التعاون مكافحة الإرهاب إضافة إلى التنفيذ القانوني بالإضافة إلى موضوعات أخرى ذات أهمية. وعن التبادل التجاري بين البلدين كشف السفير الصيني عن زيادة حجم تصديرالمملكة النفط إلى الصين عام 2016 حيث بلغ 51 مليون طن من البترول الخام المصدَّر للصين، وانخفاض حجم التبادل التجاري إلى من 52 مليار دولار عام 2015 إلى 43 مليار دولار عام 2016. وأضاف السفير إنه رغم انخفاض التبادل إلا أن الصين تعد الشريك التجاري الأول للمملكة. وردًا على سؤال «المدينة» عن الحلول المقدمة من مجلس الأعمال السعودي الصيني التجاري في تنشيط التبادل التجاري المنخفض عام 2016 قال إن المجلس سينظم مع هيئة الاستثمار فعاليات خلال زيارة الملك للصين لبحث الحلول، إضافة إلى تواصل جهازين صينيين حكوميين مع مجلس الأعمال السعودي الصيني التجاري كغرفة التجارة الصينية، ومشيرًا إلى أن التواصل متزايد لبحث تقوية التبادل التجاري. وأضاف بأن الاستثمار مجال جديد بين البلدين وأغلبها في القطاع الخاص وهو يشهد نشاطًا لا بأس به ومن ذلك مشروع بتروكيماويات في ينبع استثمرت الصين فيه بنسبة الثلث وحقق نتائج إيجابية للمملكة، إضافة إلى مشروعات الأنابيب الحديدية لنقل البترول والغاز أنجزت وبانتظار الإجراءات الأخيرة، مشيرًا إلى أنه قام بزيارته، إضافة إلى مشروعات أخرى ضمنها مشروع الطابوق، وإطارات السيارات. وأكد السفير الصيني تشجيع حكومة البلدين التعاون بين مستثمري القطاع الخاص في البلدين لتحقيق الشراكة المستدامة بين البلدين، مشيرًا إلى تنوع نشاط الاستثمارات السعودية في الصين ومنها فندق الفورسيزون ومصانع القماش. وأشاد السفير بتجاوب المملكة مع مبادرة التعاون بين البلدين في الحزام والطريق وهي مستوحاة من طريق الحرير القديم، مع تطويرها مع الاستفادة من المشاورات المشتركة حول بنائها والجهود المشتركة في بنائها. وتهدف المبادرة إلى تمتع الجميع مع جعل أكثر من 100 دولة توقع مع الصين اتفاقية تشارك في مبادرة الحزام والطريق من ضمنها السعودية. كما أشاد برؤية المملكة التحول الوطني 2030 والفرص الكثيرة الكامنة فيها، متمنيًا أن يوقع خادم الحرمين الشريفين والرئيس الصيني كافة الاتفاقات التي تتوافق مع رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق. وعن زيارة الرئيس الصيني للمملكة في يناير 2016 أوضح السفير الصيني انبثق عنها تأسيس لجنة رفيعة المستوى بين البلدين عقدت اجتماعها الأول في أغسطس 2016 برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع ومن جانب الصيني نائب رئيس الوزراء الصيني وانبثق عن اللجنة عدة لجان فرعية عقدت اجتماعات وكانت ناجحة في كافة المقاييس. وأوضح السفير الصيني أن السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وإفريقيا، وأكبر مزود للصين بالنفط الخام، مشيرًا إلى أن التعاون الصيني السعودي في مجالات إنشاء البنية التحتية والاستثمار وعقود العمل يشهد توسعًا مستقرًا، ويشهد التعاون بين البلدين تقدمًا مستمرًا في مجالات طاقة الإنتاج والأقمار الاصطناعية والعلوم والتكنولوجيا والطاقة النووية والطاقة المتجددة والقطاع المالحي وغيرها من المجالات الناشئة. وأشار إلى أن البعثات الطلابية بين البلدين في نمو متواصل، إضافة إلى الزيارات بين مواطني البلدين وتزايد إقبال المسلمين الصينيين الذي يحجون سنويًا إلى مكة، شيدًا بالتقارب في المصالح الصينية السعودية أكثر فأكثر. وقال: لقد غدت آفاق التعاون أكثر رحابة وستتعزز آفاق التعاون بين الصين والسعودية في ظل التعاون الصيني العربي وتتخذ من التعاون الطاقي محورًا لها، والبنية التحتية والتسيهلات التجارية والاستثمارية كجناحين، واعتماد التعاون في مجال الطاقة النووية، والفضاء والأقمار الصناعية والطاقة الجديدة مجالات جديدة لتحقيق اختراقات في التعاون الثنائي. وعن التوافق الصيني السعودي في القضايا السياسية، قال السفير هناك توافق بين البلدين في كافة الملفات وذلك لتمسك البلدين بمبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وسمعت ذلك من مسؤولين سعوديين يؤكدون عليه مرارًا وقال هذا سر التوافق. وعن ارتفاع قيمة التأشيرات قال السفير تم الحديث مع وزارة الخارجية السعودية وتمت إعادة سعر التأشيرات السابق، مشيدًا بخطوة المملكة في إعادة سعر التأشيرات لما يعود بالنفع على مستوى الأفراد والعلاقات الاقتصادية والتعليمية والسياحية، وقال بهذه المناسبة أكشف عن إصدار القسم القنصلي بالسفارة في عام 2016 (50) ألف تأشيرة لسعوديين راغبين السفر للصين. مشيرًا إلى أن السعودية ستصدر قريبًا تأشيرة سياحية وفقًا لمضامين رؤية 2030 ويقول المملكة تملك مقومات السياحة.