أظهرت بيانات صادرة عن وزارة التجارة الصينية أن أكثر من أربعين بلداً ومنظمة دولية عقدت اتفاقيات تعاون مع الصين، ووصل عدد العقود الموقعة مع هذه الدول إلى 12.500 عقد ليبلغ إجمالي قيمتها 279 مليار دولار أمريكي، ما يدفع التنمية الاقتصادية ويخلق عدداً كبيراً من فرص العمل لدى الدول المشاركة في المبادرة. وكان سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد التقى أثناء زيارته التي قام بها إلى الصين في أغسطس 2016 بنائب رئيس الوزراء الصيني تشانج جاو لي، حيث قام الطرفان وخلال اجتماع مطول، بالتوقيع على العديد من اتفاقيات الشراكة الثنائية في العديد من المجالات، وذلك في إطار عزم البلدين على تعزيز التعاون بينهما لدعم رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية. وأكد نائب رئيس الوزارء الصيني خلال اللقاء على استعداد الصين لتعزيز أوجه التعاون بين مبادرة «الحزام والطريق» ورؤية المملكة «2030». موضحاً أن الصين تتطلع لتعزيز العلاقات الثنائية مع السعودية، من منظور إستراتيجي طويل الأمد. ومشدداً على ضرورة قيام الطرفين بدعم المصالح الجوهرية والاهتمامات الرئيسة بشكل متبادل، فضلاً عن أهمية العمل على تعزيز الثقة الإستراتيجية بين الجانبين. وأتت تلك التصريحات انعكاساً لعلاقات الصداقة والروابط التجارية والاستثمارية المميزة بين الطرفين، حيث تتبوء المملكة مكانة عليا كأكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وشمال إفريقيا بحجم تبادل بلغ نحو 50 مليار دولار. كما بلغت عدد المشاريع السعودية الصينية العاملة في المملكة نحو 175 مشروعاً في قطاعي الخدمات والصناعة فيما بلغت الاستثمارات السعودية في الصين نحو 15 مليار دولار. ويرى محللون أن العلاقات السعودية الصينية شهدت خلال الفترة الأخيرة العديد من التطورات المعززة لأواصر التعاون في مختلف المجلات الاقتصادية والتنموية والصناعية، إضافة إلى التعاون الأمني والعسكري وفي مجال مكافحة الإرهاب. وكان البنك الصناعي والتجاري الصيني ICBC قد افتتح فرعاً له في الرياض، بينما وقعت حكومة المملكة على الاتفاقية التأسيسية للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB، وهو البنك المسئول عن تمويل المشروعات المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق، حيث بلغت حصة المملكة في رأس المال المصرح به 5.9 مليار دولار، وهو ما يمثل 5.9% من رأس مال البنك البالغ 100 مليار دولار. يذكر أن «الحزام والطريق» تغطي قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا. ويبلغ سكان الدول المطلة على «الحزام والطريق» حوالي 4.4 مليارات نسمة وهو ما نسبته 63% من إجمالي سكان العالم ويصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى 21 تريليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل 29% من الناتج الإجمالي العالمي.