من عظيم شأن الإسلام أنه جعل التعاملات الإنسانية ركيزة أساسية لكل مسلم حتى يكمل نصاب دينه ومن أهم هذه التعاملات معاملة الأيتام الذين شرفهم رب العالمين بأن جعل منهم رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” وقال تعالى ” فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ” لقد أمرنا ربنا بأمرين هما الاصلاح وعدم قهر اليتيم فالاصلاح يكون لانفسهم بالتربية والنصيحة ولاموالهم بمراعاتها وتنميتها بدون اخذ عوض فالاجر الاعظم من رب العالمين. أوجب الإسلام على المُجتمع كفالة اليتيم ، وتعني الإنفاق عليه، والقيام بِمصالحِه وشؤونه، ورعايته تربويًّا وصحيًّا واجتماعيًّا ومعيشيًّا. وقد شجّع رسولُنا الكريم محمد ” صلى الله عليه وسلّم” على ذلك وحث على ابداء الرحمة له ” مَنْ مَسَحَ رَأْسَ الْيَتِيمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِهِ حَسَنَةً، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ يَتِيمٌ أَوْ يَتِيمَةٌ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا” إن يوم اليتيم الذي يحتفل به العالم العربي أول جمعة من شهر ابريل في كل عام هو مبادرة رائعة لتذكير أفراد المجتمع وحثهم على رعاية الأيتام للفوز بالدنيا والآخرة والهدف الرئيسى ليوم اليتيم هو التركيز على احتياجات اليتيم العاطفية، ولفت انتباه العالم له ولما يريد،ولكن هل يكفي أن نذكر اليتيم مرة واحدة في العام؟ صحيح أن تخصيص يوم في العام لليتيم يرفع من شأنه ويجعله مميزاً ،ويلفت النظر اليه يشكل جميل ،ولكن الاكتفاء بيوم واحد للاهتمام به وشراء الهدايا له ثم اهماله الى أن يحين نفس اليوم في العام المقبل غير مقبول إن اليتيم فرد من أهم أفراد المجتمع يحتاج التعويض طول العام وليس ليوم واحد عما فقد من احتياجات نظير وفاة أحد والديه أو كليهما . وإذا تعامل المجتمع مع الأيتام كما جاء في الآية الكريمة “وإن تخالطوهم فاخوانكم”سينشأ كل يتيم وقلبه عامر بالحب والتسامح ويزول إحساس الظلم الذي يشعر به كثير من اليتامى عندما يقهرهم الجهلاء إذا ما تيقنوا أن الجميع إخوة لهم. خلاصة القول ياحماعة .. قال عليه الصلاة والسلام " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى".