عندما أقر مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالجامعة العربية (يوم العربي لليتيم) استبشر الأيتام في العالم العربي بهذا اليوم حيث يوافق في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة الموافق 20-4-1432ه الموافق 25-3-2011م وتتفاعل معه جميع الدول العربية، ومنها المملكة العربية السعودية فهذا اليوم هو تذكير بهذه الفئة الغالية على نفوس ذكرت في ثلاثة وثلاثين موضعا بالقرآن الكريم حيث قال تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}... وخص المصطفى صلى الله عليه وسلم من رعاها وكفلها بمرافقته في الجنة حيث قال (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري ويشعر الإنسان بهذا الفضل، فالعاملون مع هذه الفئة سواء في المؤسسات الإيوائية أو غير الإيوائية أو الذين يرعون أيتاما في أسرهم يشعرون بلين القلب وانقضاء الحاجة وبركة الوقت فهو إحساس خاص يشعر به كل متعامل مع هذه الفئة الغالية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أردت أن تلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم) حديث حسن وهنا تتضح أهمية هذا اليوم في تذكير أفراد المجتمع وحثهم على رعاية الأيتام للفوز بالدنيا والآخرة. وتقدم الدولة رعاها الله للأيتام في المؤسسات الإيوائية الحكومية الكساء والغذاء والمتابعة المدرسية والتربوية والترفيهية ومكافأة شهرية حسب المستوى الدراسي حيث تصل لمن هم في المستوى الابتدائي (500) ريال والمستوى المتوسط (700) ريال والثانوي (900) ريال والجامعي (1200) ريال وإعانات زواج تصل إلى (60) ألف ريال لكل يتيم أو يتيمة يرغب في الزواج وإعانة سيارة تصل إلى (20) ألف ريال عند ترك اليتيم المؤسسة الإيوائية لتدبر شؤون حياته، كما تدفع الدولة (2000) ريال شهريا للأسرة الحاضنة قبل دخول الطفل المحتضن المدرسة و(3000) ريال بعد دخول المدرسة ويحظى الطفل المحتضن عند الزواج بإعانة مثل أقرانه إضافة إلى (20.000) ريال مكافأة تشجيعية للأسرة في نهاية الاحتضان وقد صدر أخيراًَ قرار مجلس الوزارة بضم الأيتام ذوي الظروف الخاصة للفئات المستفيدة من الضمان الاجتماعي. وتحث الدولة المجتمع على التكافل الاجتماعي من خلال دعم الجمعيات المعنية برعاية الأيتام سواء كانت إيوائية أو غير إيوائية من خلال الدعم المادي والمعنوي وتعمل الدولة رعاها الله على تنفيع اليتيم على عامة المجتمع في مسائل النفع العام مثل الأولوية في القروض العقارية ومنح الأراضي والابتعاث الخارجي ويتسابق المجتمع على التعاطف مع الأيتام من خلال الفرص الوظيفية والدراسية والتدريبية في المؤسسات الأهلية والحكومية ومن هناء نأمل أن يحظى هذا اليوم بالعناية من المجتمع والدولة من خلال تفعيل هذا اليوم بشعارات وخطب بالمساجد ومحاضرات في المدارس عن أهمية رعاية وكفالة اليتيم والعمل التطوعي مع هذه الفئة وأن نجعل هذا اليوم يوماً للخير ندخل في البهجة والسرور على قلب الطفل اليتيم لنشعرهم بأن المجتمع يشعر بهم وهو بمثابة والديه اللذين فقدهما وأن نرسم البسمة على وجوههم ونحرص على أن نجعل للأيتام يوماً قبله أو بعده في مدارسنا حصة واحدة يتحدث فيها المعلم عن فضل رعايتهم وكفالتهم والتطوع بالعمل مع هذه الفئة، وأنما أصابهم قد يصيبنا لذا فإن تفعيل هذا اليوم في المجتمع من خلال المؤسسات الحكومية والأهلية سواء المعنية بهم أو من لها شأن بالعمل الخيري والتربوي لنشعر هذه الفئة بالمحبة والعاطفة وأنهم قريبون من المجتمع ولا ننسى أبناء شهداء الواجب وأخيراً نقول من لايشكر الناس لايشكر الله، نشكر وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى رأسها وزيرها معالي الدكتور/ يوسف العثيمين على الرعاية الاجتماعية التي يحضى بها الأيتام في مؤسساتها والأطفال المحتضنون التي تشرف عليهم [email protected]