تحقق المملكة خطوات كبيرة في قطاع الغاز باستثمارات ضخمة تؤهلها لموقع متقدم على خارطة التصدير كما هي ريادتها في اسواق النفط العالمية ، حيث تستهدف – طبقا لتصريح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر- إن المملكة تستهدف تصدير 3 مليارات قدم مكعبة يوميا من الغاز قبل 2030، من موارد تقليدية وغير تقليدية ، وستشمل خيارات التصدير خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال، وستقوم أرامكو بمفردها بتطوير أصول الغاز بالمملكة ضمن استراتيجية طموحة تقوم على استثمار 500 مليار دولار خلال 10 سنوات بحسب الرئيس التنفيذي ، ويتضمن المبلغ 160 مليار دولار سيتم ضخها في عمليات تنمية الغاز الطبيعي، و100 مليار دولار لمشروعات الكيماويات. وكان الناصر قد أوضح خلال أعمال أسبوع النفط الدولي في لندن ، أن قطاع الطاقة يواجه تحدياً كبيراً لتصحيح صورة نمطية مغلوطة ومنتشرة بين صناع السياسات ومؤسسات الاستثمار والمنظمات غير الحكومية وشرائح كبيرة من الأجيال الجديدة، ممن يعتقدون أن مستقبل قطاع النفط والغاز سنواته معدودة، وأنه بات مهدداً بالعديد من التحديات التي تؤثر على دوره في المدى الطويل، وتحد من جدوى الاستثمار فيه وتنميته. ويوضح الرئيس التنفيذي لعملاق النفط (ارامكو السعودية) أن بعض الخبراء الماليين توقعوا أثناء مشاركتهم في منتدى دافوس ، نهاية قطاع النفط والغاز خلال 5 إلى 10 أعوام من الآن، مع تحول جميع المركبات التي تجوب شوارع العالم إلى سيارات كهربائية خلال 10 أعوام، لكن الصحيح أن المركبات الكهربائية لا تشكّل اليوم سوى نسبة ضئيلة جداً تبلغ أقل من 0.5% من أسطول السيارات العالمي”. وأضاف: “يعتقد العديد من كبار المستثمرين أن العالم سيتجه بتسارع وفي إطار زمني غير معقول إلى استخدام مصادر متجددة للطاقة، وسوف يستغني عن مصادر النفط والغاز، وهذا التصور مغلوط إلى أبعد الحدود، وغير مبني على حقائق أو أسباب معقولة، مبيناً أن الكثير من أصحاب هذه الأفكار ربما ينطلقون من حسن نية، ولكنهم ينشرون بين الناس وبين المستثمرين تصورات باطلة لا تستند إلى حقائق. ويضع رئيس ارامكو وكبير ادارييها النقاط فوق الحروف بشأن مستقبل النفط والغاز ، بأنه مع افتراض تحوّل جميع المركبات إلى سيارات كهربائية، فإن ذلك لا يشكل سوى 20 % من احتياج العالم من النفط الخام، في حين أن نسبة ال 80% المتبقية تذهب إلى قطاعات أخرى مثل وسائل النقل الثقيل كالطائرات والسفن والشاحنات والبتروكيميائيات وزيوت التشحيم، وهي قطاعات ليس لها بديل عملي في المستقبل المنظور سوى استخدام النفط، كما أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا تشكّلان اليوم سوى 2% من احتياج العالم من الطاقة، رغم تطورهما في العالم بشكلٍ إيجابي، ولكن الأمر سيستغرق سنوات طويلة كي تصلا إلى نسب كبيرة في مزيج الطاقة، وهذه من الحقائق التي لا يتم تسليط الضوء عليها بما يكفي ، وتحتاج إلى تصحيح التصورات الخاطئة عند الذين يشككون في قدرة صناعة النفط والغاز على الاستمرار والاستدامة.