تحديات هي الأخطر تعيشها المنطقة العربية ، مهددة لأمنها واستقرارها بتدخلات وأطماع اقليمية تحاول النيل من تماسكها وسلامة دولها ، مما دفع المملكة بسياستها الحكيمة لمواجهة تلك التحديات من خلال وضع آمن وسلامة المنطقة نصب أعينها ، حفاظاَ على أمنها وسلامتها من المؤامرات التى تحاك ضدها . وهنا نعود بالذاكرة ليس كثيرا لنتوقف أمام قمة الظهران ، فى لقطة تنال بجدارة تحيز التاريخ لها عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – عن تطلعات وآمال أمته بأن القمة هي " قمة القدس " ليسجل كتاب التاريخ فصلا جديدا فى حكمة القيادة السعودية وإخلاصها لأمتها وذودها عن الوطن العربي الكبير، تجسيدا لدور المملكة التاريخى دفاعا عن أمتها ، لتظل الحكمة السعودية نبراسا لإعادة الشمل ، وتمد يد الخير والبناء لأشقائها. " البلاد " رصدت وحللت أسباب تفوق المملكة وشفافيتها فى قناعات وفكر العديد من الخبراء ، والبداية مع السفير طلعت حامد الأمين العام للبرلمان العربى سابقا، الذى قال إن الدبلوماسية السعودية فى الوقت الراهن تشهد نقلة نوعية كبيرة فى التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية وأصبحت تتسم بالحركة السريعة القائمة على الدراسة المسبقة والتحليل فضلا عن التجديد الفكرى فى التعامل مع التحديات الراهنة التى تعصف بالمنطقة العربية فى العديد من الاتجاهات وتؤثر على منظومة الأمن العربى ومستقبله . وأعتبر حامد أن الدبلوماسية السعودية حاليا تعكس الاحترافية والكفاءة فى تعاملها مما ممكنها فى فترة وجيزة من زيادة دورها المؤثر والحيوي نظرا لسعيها الدائم لتعزيز التكامل والتضامن العربى القائم على البناء والتنمية ووضع خطط مستقبلية لمواجهة الأحداث . .مشيرا إلى أن المنطقة العربية تشهد تحولات خطيرة تمثل تحديا واختبارا لقوة التفاهم والتنسيق المشترك و ياتى على رأس تلك التحديات مواجهة الإرهاب والاطماع الخارجية التى تستهدف نشر الفوضى والارهاب وتعطيل مسيرة التنمية عبر بعض الدول . وبسؤاله عن جهود المملكة فى التنمية المشتركة بين الدول العربية قال حامد انها تقود جهودا حثيثة عبر إيجاد أرضية عربية مشتركة محددة الأهداف ومتوافقة حتى تتمكن المنطقة من الخروج من تلك الأزمات العاصفة ، منوها بمواقف المملكة الثابتة فى دعم الدول العربية وتقوية موقفها الدولي من خلال تعزيز التضامن كما تسخر المملكة ادواتها لخدمة الاشقاء والإنسانية أيضا . وأكد الدبلوماسي المصرى أن المملكة تأتى فى صدارة الدول التى تعاملت مع ملف الإرهاب وأوجدت لها وسائل الدفاع والتحصين ضد اخطاره ومنعت تمدده عبر جهودها الدولية الكبيرة التى ارتكزت على تعزيز الوعى المجتمعى الهادف لإدراك مخاطره. من جهته قال السفير محمد المنيسى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن الدبلوماسية السعودية ذات طابع رصين قائم على التحليل العميق والدقيق لمجريات الأحداث فى الدائرة العربية والدولية ، فضلا عن قدرتها فى استشراف المستقبل وإيجاد الحلول المناسبة لتجاوزها ومنع تكرارها. وأبدى المنيسى إعجابه بالطفرة الكبيرة التى تشهدها منظومة الدبلوماسية السعودية بعد إقرار الرؤية معتبرا أن محور قوة المنظومة السعودية يعتمد على الدعم القوى والصادق تجاه منطقتها العربية والإسلامية . وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن المملكة تسعى بشكل قوى على تعزيز التضامن والشراكة العربية القائمة على التفاهم والتنسيق من أجل العبور من دائرة الأزمات والصراعات التى يمر بها محيطنا العربى . ونوه المنسيى إلى أن المملكة تلعب دورا أكثر فاعلية وقدرة على مواجهة التحديات بعد سلسلة الإصلاحات والتغييرات التى شهدتها منظومة العمل السعودية فى إطار مواكبة التطور ومستجدات الأحداث . السياسة الرصينة من جهته قال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن المدرسة الدبلوماسية السعودية تتسم بالرصانة والتخطيط بعيد المدى وتولى إهتمام كبير للبعد العربى والدائرة الإسلامية فى تحركاتها ودائما ما تقدم الدعم للدول العربية والإسلامية عن طريق استخدام دبلوماسية التنمية فى دعم قدرات دول المنطقة لمواجهة التحديات الراهنة، مضيفا بأن الدبلوماسية السعودية تسعى لربط سياستها فى العالم العربى مع التحركات الدولية مما يساهم فى ترابط وتنساق أهداف المملكة فى العالم العربى والأهداف الأخرى فى السياسة الدولية ، مشيرا إلى أن العالم العربى خلال السنوات السابقة شهد فترة لم يرها من قبل مما دفع المنظومة العربية لمرحلة الدفاع فى شتى القضايا ،مشيرا أن العلاقات الدبلوماسية السعودية المصرية تشهد ترابطا وتكامل فى المواقف تجاه مجموعة من القضايا والملفات الساخنة على الساحة الإقليمية والدولية . وأشار الدبلوماسي المصرى أن أحد الأهداف البعيدة المدى للدبلوماسية السعودية هو تعزيز التضامن العربى نظرا للحاجة الماسة اليوم المنطقة من تجاوز محنتها ، لاسيما التحديات الهائلة فى الجوانب المختلفة التى تعصف بالمنطقة ، داعيا أن الوضع الراهن يفرض ضرورة توفير بيئة مناسبة لتعزيز الشراكة العربية وهذا يتطلب الدفع بمزيد من التنسيق المشترك معتبرا ذلك جدار أمان ضد التدخلات الخارجية والاطماع الداخلية لبعض الدول . وشدد هريدى أن المملكة لديها تأثير كبير فى الغرب والعالم بصفة عامة والتغييرات التى تشهدها المملكة منذ إقرار الرؤية.شملت إطلاق رؤية تنويرية وتقدمية ، ونجحت الرؤية فى تعظيم دور الدبلوماسية السعودية لتضع بصمتها باتجاه المبادرة والسيطرة على زمام الأمور فى التعامل مع النظام العالمى وهذه الاستراتيجية كشفت القوى الخارجية الراغبة بتعطيل تلك التحركات . ووصف هريدى أن الأهداف التى تسعى لها الدول الخارجية تتمحور حول التأثير على فاعلية دور المملكة فى محيطها الإقليمي والدولي ، معتبرا شفافية المملكة ومصداقيتها ساهمت بشكل كبير فى تقيد نفوذ تلك الدول ،فضلا عن المرحلة الحالية للدبلوماسية السعودية تشهد زيادة الفاعلية والكفاءة فى التعامل مع الاحداث. دور محوري ويشاركنا الرأي الدكتور توفيق اكليمندوس أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية ، بالتأكيد على أن الدبلوماسية السعودية بعد إقرار الرؤية أصبحت تشهد مرحلة متقدمة من التعامل مع التحديات الراهنة وباتت أكثر قدرة على التعامل والسيطرة على مجريات الأحداث. واضاف أن المملكة تعد دولة محورية وهامة للغاية وصاحبات ثقل عربى ودولى وتمثل دائرة أمان واستقرار لمنطقتها نظرا لسياستها الثابتة والشفافة التى تعلى من المصلحة العربية وتضعها على رأس أولوياتها . وأشار توفيق إلى أن العالم الخارجى ينظر للمملكة نظرة كبيرة بعد الإصلاحات الجذرية التى شهدتها مختلف مفاصل الدولة وياتى التنوير والمواجهة الصارمة من ضمن الأدوات التى عملت المملكة على تطويرها وباتت عنصرا هاما فى الحفاظ على المنطقة العربية . ونوه الخبير الدولي إلى أن الدبلوماسية السعودية تمثل معادلة القوة والتماسك العربى بعد دعمها الكامل والشامل لمختلف الدول العربية على الساحات المختلفة . معتبرا أن الوقت الراهن يفرض ضرورة التماسك والتفاهم بين دول المنطقة بعد التحديات التى تحدث فى المرحلة الحالية ، فضلا عن الدعم العربى المشترك فى المحافل الدولية يعزز من جدار الامن العربى ويمنع الاطماع الخارجية لدول التخريب والشر الراغبة بإيجاد دور لها فى محيطنا العرب. قوة التأثير من جهته قال المحلل السياسى العراقى حازم العبيدى إن للدبلوماسية السعودية دورا رياديا في الوقت الراهن للدفاع ليس فقط عن مصالح المملكة فقط بل للدفاع عن مصالح الأمتين العربية والاسلامية وخاصة ما يخص الأمن القومي العربي . وإعتبر العبيدى أن من أهم أسباب نجاح الدبلوماسية السعودية وقوة تأثيرها في المحافل الدولية والإقليمية هي استنادها لقواعد وأسس ثابتة لا تحيد عنها بالاضافة إلى شجاعة من خطط ورسم هذه الدبلوماسية إضافة للاختيارات الدقيقة في من يقود هذه الدبلوماسية . وأضاف المحلل السياسى أن الدبلوماسية السعودية حققت نجاحات في ظروف دقيقة واتسمت بالهدوء والتحليل الواقعي الدقيق مستندة إلى القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإرادة شابة شجاعة متمثلة بصاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله . مضيفا أن ما يميز الدبلوماسية السعودية في العشر سنوات الاخيرة انها تقود الدبلوماسية العربية بكل اقتدار دفاعا عن الأمة العربية وما تتعرض له من مخاطر وأيضا تميزت هذه الدبلوماسية بالتناغم مع المواقف والتحديات الطارئة التى تحدث بالمنطقة العربية والمحيط الدولى .