أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة أن المنطقة العربية تمر بلا شك بظروف استثنائية خطيرة، وتواجه العديد من الأزمات السياسية والصراعات المسلحة والطائفية، التي نتجت عنها الكثير من التحديات غير المسبوقة، كانتهاك سيادة الدول والتدخلات الإقليمية، وانتشار آفات التطرف والإرهاب، وتردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مشدداً على أن استضافة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للقمة العربية، ما هو إلا تأكيد على حرص المملكة على تماسك ووحدة الصف العربي وتوحيد كلمته، والتأكيد أيضاً على حرص المملكة على ضرورة العمل المشترك لحفظ أمن المنطقة واستقرارها، بما بذلته وتبذله من جهود، من أجل الدفاع عن المصالح العربية. وأوضح وزير الخارجية الإماراتي أن انعقاد القمة العربية ال29 خلال هذه الظروف الحساسة والتحديات الكبيرة التي نشهدها في سورية والعراق وليبيا واليمن والقدس الشريف، تعتبر ذات أهمية كبيرة، وهي فرصة أخرى ومنصة للعمل سوياً في السعي لإيجاد حلول وآليات لتطوير العمل العربي المشترك ضمن إطار جامعة الدول العربية، بما يصب في مصلحة الشعوب العربية. وقال الشيخ عبدالله زايد في تصريح ل»الرياض»: إن نهج دولة الإمارات في التعامل مع القضايا العربية يتسم بالحكمة والاعتدال الذي وضعه مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، -طيب الله ثراه-، وارتكز على قواعد استراتيجية ثابتة تتمثل في حرص الدولة على الالتزام بميثاق الأممالمتحدة واحترامها للمواثيق والقوانين الدولية، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وحل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية، والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل، والإسهام الفاعل في دعم الاستقرار والسلم الدوليين. وشدد الشيخ عبدالله بن زايد على حرص دولة الإمارات على تعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة كافة التحديات، من منطلق إيمانها العميق بأن استقرار وأمن المنطقة يتحقق من خلال العمل العربي الموحد، وإدراكها التام أن تحقيق التقدم الملموس يكمن في تضافر كافة الجهود الدبلوماسية التي تعمل على احتواء الصراعات والأزمات في العالم العربي. وتابع: «إن التحدي الأكبر لمسيرة القمم العربية يكمن في صعوبة الخروج بموقف موحد تجاه بعض القضايا نتيجة لاختلاف الأولويات والمصالح، بالإضافة إلى التدخلات الإقليمية التي تغذي حالة الانقسام، ونجاح بعضها في اختراق الصف العربي. إلا أننا نرى أن خطورة التهديدات التي تواجه الدول العربية في الوقت الراهن، والتي تؤثر على أمن واستقرار المنطقة ككل، يفرض مضاعفة الجهود والتنسيق لمحاولة توحيد الصف العربي وإيجاد أرضية مشتركة بين الدول الشقيقة للتصدي لمحاولات النيل من أمن واستقرار المنطقة، وتحويلها عن أهداف التنمية والنمو والعيش الكريم». وتابع سمو الشيخ عبدالله: « تشهد المنطقة تطورات ومتغيرات وتحديات تهدد أمنها واستقرارها، ولعل أبرزها تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، بما يهدد أمن واستقرار دولنا وشعوبنا، ويرجع ذلك إلى عدم التواصل لحل للأزمات الإقليمية المتفاقمة، وتعمق الخلافات وحالة الانقسام، واستمرار بعض الأطراف بتوفير الدعم للإرهاب وإيواء العناصر الإرهابية، والتدخل الإقليمي في الشأن الداخلي للدول العربية، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً ضرورة العمل على اتخاذ خطوات متسارعة وفعّالة لترجمة القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، إلى سياسات وإجراءات وآليات قابلة للتطبيق على الأرض». وأكد الشيخ عبدالله بن زايد أن المملكة العربية السعودية الشقيقة تحظى بمكانة خاصة ومميزة ليس فقط لدى العالم العربي، وإنما لدى العالم الإسلامي أيضاً، وذلك انطلاقاً من دورها المحوري والبارز في خدمة كافة قضايا الأمة العربية والإسلامية، وحكمة قيادتها الرشيدة التي تنعم بالتوجيهات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وأوضح سموه «كلنا ثقة بالدور الذي تقوم به المملكة من خلال سياساتها المعتدلة ومواقفها الواضحة لتوحيد الصف العربي في مواجهة القضايا التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن. ولا يخفاكم أن المملكة العربية السعودية استطاعت على مدى العقود الماضية تسخير كافة الجهود والإمكانات البنّاءة في سبيل تعزيز وتحسين العمل العربي المشترك ومناصرة كافة القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي أخذت المملكة على عاتقها الدفاع عنها ودعمها ومساندتها منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-، وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية، إنما هو واجب تمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماءها لأمتها العربية والإسلامية. وختم وزير الخارجية الإماراتي تصريحه بقوله: «من وجهة نظري فإنني أرى أنه من الضروري العمل معاً ضمن مسار عربي موحد، يعبِّر عن خارطة طريق واضحة من خلال تكاتفنا وتعاضدنا واتخاذ مواقف موحدة وجريئة، لنتمكن من التغلب على التحديات المتفاقمة والخطيرة التي تواجهنا في المنطقة. كما أنه من الضروري أيضاً الوقوف صفاً واحداً لمواجهة التدخلات الإقليمية التي باتت تحمل أطماعاً توسعية جغرافية، وتهدد سيادة وكيان عدد من الدول العربية». الشيخ عبدالله بن زايد Your browser does not support the video tag.