تتفاعل جهود الأممالمتحدة لإنقاذ اتفاق السويد والبدء في تنفيذه، على مسارين فبينما تنطلق في العاصمة الأردنيةعمان اجتماعات لجنة الأسرى والمعتقلين، تستمر اجتماعات لجنة إعادة الانتشار في الحديدة على ظهر السفينة الأممية (فوس أبولو)، لليوم الثالث على التوالي. وقال بيان صادر عن الأممالمتحدة إن "اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق الأسرى واصلت اجتماعاتها في الاردن، مضيفاً أن الاجتماع ضم ممثلين عن حكومة اليمن ومليشيا الحوثي، برئاسة مشتركة من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر". وقال مارتن غريفثس، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، إن الاجتماع – الذي يستمر يومين – يهدف "لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة السجناء والمعتقلين الذين سيطلق سراحهم". وفي هذا السياق نقلت قناة "الحدث" عن مصادر مطلعة أن الاجتماع سيبحث تبادل كشوف بأسماء نحو 2000 معتقل وأسير بينهم 600 أسير حوثي لدى الحكومة الشرعية تم تأكيد وجودهم، إضافة إلى 1200 معتقل وأسير لدى ميليشيا الحوثي، وذلك تمهيداً للإفراج عنهم خلال الأيام القادمة، فيما ستحال بقية الأسماء التي لم يتم التأكد منها إلى لجنتي تبادل الجثامين والبحث عن المفقودين، وذلك بعد جولة أولى عقدت في 16 يناير في الأردن أيضاً. ويواجه تنفيذ هذا الاتفاق الذي أعلن عنه في محادثات السويد عراقيل تتمثل في إنكار الحوثيين لآلاف الأسرى والمعتقلين، إضافة إلى تقديم أسماء قتلى المواجهات من عناصرهم ضمن قوائم الأسرى لدى الجيش اليمني الوطني. من جهته، رأى مسؤول بارز في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن اتفاق تبادل الأسرى في اليمن بات "على المحك" بسبب الخلافات بشأن القوائم المقدمة. وأوضح دومينيك ستيلهارت، مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن ثمة مشكلة أساسية تتمثل في أن كلا من الجانبين شكك في القائمة المقدمة من الطرف الآخر. هذا فيما وصل الضّابط الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد إلى صنعاء ليحل مكان رئيس بعثة المراقبين الأمميّين في اليمن الجنرال الهولندي السابق باتريك كاميرت، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس. ولم يدل لوليسغارد بتصريح لدى وصوله إلى مطار العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وكان مجلس الأمن الدولي وافق الأسبوع الماضي على تعيين لوليسغارد خلفا لكاميرت. واستناداً إلى دبلوماسيّين، كانت علاقات كاميرت متوتّرة مع كلّ من الحوثيين ومبعوث الأمم المتّحدة البريطاني مارتن غريفيثس. وبعيد وصوله إلى اليمن، اعترضت ميليشيات الحوثيّ على تعيين كاميرت، كما تعرض موكبه لاطلاق نار في 17 يناير لم يوقع إصابات، وقالت الأمم المتّحدة في حينه إنّها لا تعرف مصدر إطلاق النار. يذكر أن الجنرال لوليسغارد كان البعثة الأممية في مالي (مينوسما) بين عامي 2015 و2016، قبل أن يُصبح الممثّل العسكري للدنمارك في حلف دول شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. في غضون ذلك أكدت منظمة العفو الدولية، أن مليشيا الحوثي، تمارس القمع والاضطهاد بحق النشطاء في اليمن، وطالبت بإطلاق سراح الناشطة اليمنية اوفى النعامي فورا دون شروط. وذكرت المنظمة، في حسابها الرسمي على تويتر، أن "الاعتقال التعسفي الذي تتعرض له المدافعة عن حقوق الإنسان أوفى النعامي منذ أكثر من أسبوع، هو جزء من سياسات ممنهجة يتبعها الحوثيون من التضييق والقمع والاضطهاد الذي يتعرض له النشطاء". وكان ما يعرف بجهاز الأمن الوقائي التابع لمليشيا الحوثي اختطف، قبل أيام، مديرة شؤون اليمن بالإنابة في منظمة "سيفروورلد" البريطانية أوفى النعامي، والحسن القوطري، مدير البرامج في المنظمة الدولية ذاتها. وقامت المليشيا الحوثية بإغلاق مكتب المنظمة بصنعاء عقب اقتحامه ومصادرة أجهزة الكمبيوتر والوثائق. وفى سياق متصل لقي 3 أطفال من أسرة واحدة مصرعهم، امس "الثلاثاء" إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات مليشيا الحوثي، شرق محافظة الحديدة، فيما استهدفت المليشيا بالدبابات أحياء سكنية بمدينة التحيتا، غربي اليمن. وقال بيان لألوية العمالقة بالجيش اليمني، إن 3 أطفال أعمارهم بين 13 و15 عاما قتلوا جراء انفجار لغم أرضي كان مزروعا في أحد جنبات الطريق، أثناء عودتهم من البحر إلى منزلهم المتاخم لبلدة "الكيلو 16" شمال مديرية الدريهمي على متن دراجة نارية. وأوضح البيان أن اللغم الحوثي دمر دراجة الأطفال الثلاثة ومزق أجسادهم، وهم: حسن وموسى وإبراهيم ملاح، وهم من أسرة تعيش شرقي مدينة الحديدة. وقال البيان إن الجريمة الحوثية بحق الأطفال تزامنت مع إرهاب حوثي، تمثل بإطلاق 18 قذيفة دبابة وعشرات القذائف من "الهاوزر" على الأحياء السكنية بمدينة التحيتا جنوبي الحديدة، ما أسفر عن تدمير عدد من منازل المواطنين. وتشهد هدنة الحديدة الإنسانية خروقات حوثية كبيرة، يتزامن ارتكابها مع استئناف اجتماعات لجنة إعادة الانتشار المكلفة بتنفيذ اتفاق السويد، في اجتماع مشترك هو الثالث من نوعه.