يبحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مخرج من "الأزمة" الناجمة عن احتجاجات "السترات الصفرات"، التي بدأت في 17 نوفمبر، وتعد الأكثر عنفا في السنوات الأخيرة.واضطر ماكرون على خلفية الاحتجاجات إلى إلغاء زيارة رسمية له الأسبوع الجاري إلى صربيا، وأعلن عبر قصر الإليزيه إلغاء ضرائب على الوقود كان مقررا فرضها في 2019. لكن إعلان إلغاء الضرائب لم يكن كافيا لتهدئة غضب أصحاب "السترات الصفراء". وأظهر استطلاع أجرته شركة "إيلاب" للأبحاث، أن 78 في المئة من الفرنسيين يعتقدون أن التدابير التي أعلنها ماكرون، لم تكن كافية لتلبية مطالب أصحاب "السترات الصفراء". كما أظهر استطلاع آخر تراجع التاييد الشعبي لماكرون خلال الاحتجاجات من 21 في المئة الشهر المنصرم إلى 18 في المئة الشهر الجاري، وهو "التأييد الشعبي الأقل". وبشكل عام، تشير الاستطلاعات إلى صعوبة إقناع ماكرون لأصحاب "السترات الصفراء" الذين يصرون على مواصلة التظاهرات مدة طويلة.وقال منسق احتجاجات "السترات الصفرات" في العاصمة الفرنسية باريس تيري بول فاليت: إن إلغاء الضرائب على الوقود عام 2019 إجراء "غير مرض، لأنه لا يلبي جميع مطالبنا ولا يكفي لخفض التوتر". وأشار فاليت إلى وجود مطالب لأصحاب "السترات الصفراء"، مثل تحسين الأجور، وأنه يجب على ماكرون أن يلقي كلمة لمخاطبتهم، وتابع: "سنواصل التظاهرات حتى تلبى مطالبنا بالكامل".وشدد على أهمية تحسين الظروف الاقتصادية، وأن يلتزم ماكرون بمسؤولياته، ويراعي مطلب ومشاكل الشعب.من جهة أخرى، أشارت تقارير إعلامية فرنسية إلى أن الاحتجاجات الأخيرة تسببت بمشاكل بين ماكرون ورئيس الوزراء إدوارد فيليب.ونشرت إذاعة "Europe 1" تقريرا بعنوان "السترات الصفراء: الثنائي ماكرون فيليب في أزمة"، معتبرة أنه لا شيء يحصل بالمصادفة في مثل هذه القضايا. وأشارت إلى أن فيليب لم يستطع إدارة الأزمة بشكل جيد، الأمر الذي أدى إلى إضعافه سياسيا.بدورها، تحدثت صحيفة "لو فيغارو" عن وجود اختلاف في الرأي بين ماكرون وفيليب بشأن أصحاب السترات الصفراء. وأعلنت الحكومة الفرنسية، الخميس، عزمها نشر أكثر من 65 ألف شرطي في أنحاء البلاد لتأمين التظاهرات المرتقبة اليوم . وفي كلمة بمجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، قال فيليب: إن الخطوة "تأتي لمواجهة أعمال شغب محتملة" في الموجة المقبلة من احتجاجات "ذوي السترات الصفراء". وكانت الحكومة قد أعلنت الأربعاء الماضي إلغاء ضرائب على الوقود كان من المقرر فرضها خلال العام المقبل 2019، على خلفية احتجاجات "ذوي السترات الصفراء". هذا فيما يلقي ماكرون صباح هذا اليوم خطابا حول أزمة "احتجاجات السترات الصفراء"، بحسب ما ذكر رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ريشار فيران. ويأتي خطاب ماكرون في هذا الموعد؛ لتجنب "صب الزيت على النار" استباقا لتظاهرات اليوم بحسب ما نقلت فرانس برس عن فيران. وأوضح فيران، أن ماكرون يدرك "السياق والوضع" حول الاحتجاجات والانعكاسات على قصر الإليزيه، الذي يخيم عليه توتر كبير هذه الأيام، مشيرا إلى الرئيس الفرنسي قرر أن ينتظر قبل أن يتحدث، وهو ما تطالبه به المعارضة وجزء من المتظاهرين. وتخشى السلطات من اندلاع موجة أعمال عنف كبيرة خلال احتجاجات السترات الصفراء، واتخذت تدابير أمنية مشددة، حيث قامت السلطات بتعبئة قرابة 89 ألف شرطي، منهم 8 آلاف في باريس وحدها، وفقا لما قاله رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب لقناة "تي في 1" الخميس.