قال مسؤولون حكوميون إن روسيا التي تمر بمحنة اقتصادية تهيء نفسها كشريك تجاري قوي مع الدول العربية التي تتطلع بدورها إلى اعادة الدفء لتحالفات الحقبة السوفيتية. ويبلغ حجم التجارة بين العالم العربي وروسيا ثمانية مليارات دولار سنويا - وهو رقم هزيل قياسا إلى أكبر شركاء روسيا الاتحاد الأوروبي الذي تقدر حجم تجارته معها بمئات المليارات من الدولارات - لكن روسيا تأمل في أن تساعد موجة جديدة من الاستثمارات على توطيد التجارة لسنوات قادمة. وأبلغ ايجور شوفالوف نائب رئيس الوزراء الروسي ومسؤول إدارة الأزمات بمجلس الوزراء مجموعة من الوزراء العرب خلال مؤتمر في سان بطرسبرج ثاني أكبر مدن البلاد " الروس قادمون ولن يكون هذا لنهب ثرواتكم. "الاستثمار في العالم العربي ومن العالم العربي إلى روسيا كله مهم وسنعمل على تحقيق ذلك." كان الناتج المحلي الإجمالي لروسيا قد انكمش 10.5 بالمئة على أساس سنوي في ابريل نيسان مما يجعلها الاقتصاد الصاعد الرئيسي الأكثر تضررا من جراء الأزمة المالية العالمية. وتبلغ الديون الخارجية للشركات الروسية أكثر من 400 مليار دولار. وقال شوفالوف إن البنوك الروسية تجري حاليا "محادثات مع بنوك مسلمة" بشأن مشاريع مشتركة محتملة وقال إنه ستقام منصات مشتركة للتجارة الروسية العربية. ورحب الوزراء العرب بالعرض قائلين إنهم يريدون أن تساهم روسيا في تطوير البنية التحتية والطاقة لديهم. وقال عمرو الدباغ رئيس الهيئة العامة للاستثمار السعودية "السعودية ترحب (بروسيا) مثل آخرين كثيرين في المنطقة." وقال وزير التجارة الكويتي أحمد الهارون إن البلد العربي الخليجي يعول على روسيا - عن طريق المشاريع المشتركة أو الاستثمار المباشر - لبناء شبكات للسكك الحديدية ومصانع لإنتاج السيارات وتطوير ميناء في شمال البلاد لخدمة العراق المجاور. وقال "تلك (الثمانية مليارات دولار) ليست الرقم الذي نريد تحقيقه هنا. لدينا إمكانيات لتحسين حجم التجارة بين بلدينا ... المناخ الاستثماري طيب." وقال مسؤول حكومي اخر تحدث مشترطا عدم نشر اسمه إنه يأمل في أن يصل حجم التجارة بين روسيا والعالم العربي إلى عشرة مليارات دولار هذا العام أو في 2010. وقال وزير مالية قطر يوسف كمال إن أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم يريد اقامة المزيد من المشاريع المفيدة للجانبين في مجال الطاقة مع روسيا على مدى العشرة أعوام إلى الخمسة عشر عاما القادمة. وفي أواخر العام الماضي اتفقت شركة الغاز الروسية العملاقة جازبروم وإيران وقطر على تكوين "ثلاثي كبير للغاز" بهدف تعزيز التعاون في إنتاج الغاز.