ألقت موخراً الدكتور سعاد المانع الأستاذة في جامعة الملك سعود في القسم النسائي بالنادي الادبي بالقصيم محاضرة بعنوان ( جدل الهوية واللغة ) . حيث تحدثت الدكتورة سعاد في محاضرتها عن المملكة العربية السعودية كأكبر بلد يرتبط باللغة العربية ، ومع ذلك فمعظم أهله ( أو بمعنى أصح ) طلابه لا يستطيعون القراءة أو الحديث باللغة الفصحى ، وقليل من يحسن العربية ، حتى بعضهم يستسهل اللغة الانجليزية ، ومع ذلك يجد صعوبة في الحديث باللغة الفصيحة . وعزت ذلك الضعف إلى إهمال المسؤولين عن الاهتمام بها ، ومن هؤلاء : وزارة الثقافة والإعلام ( ومنها النوادي الأدبية ) . أمانات المدن . الأساتذة ... الأسرة ... وضربت أمثلة على ذلك ، منها اسم أجنبي يكتب باللغة العربية فاختلطت العربية بالإنجليزية ، مثل ( كوفي شوب ) وغيرها من الألفاظ المعجمة ، وما ذاك إلا لجذب الصغار الذين يكبرون ويكبر معهم الضعف اللغوي ، وبغض الفصحى .ثم تحدثت الدكتور سعاد عن قصيدة حافظ إبراهيم الشهيرة في اللغة العربية : رجعت إلى نفسي فاتهمت حصاتي .... وذكرت ما قاله د. أحمد الضبيب في أن صورة اللغة في بسط شكواها كما امرأة تشكو ضرتها أو ضراتها ( وهن اللغات الأجنبية ) أو أنها امرأة ضعيفة ليس لها حول ولا قوة. ثم أفصحت عن نقطة مهمة وهي عدم إرغام أي شخص على حب شيء لا يريده، وعدم حب الطلاب اللغة العربية ناتج عن عدم تحبيب المسؤول لتلك اللغة، وكذا طريقة التدريس الضعيفة التي لا تناسب عقول الصغار ولا تواكب ثقافة الكبار.. بعد ذلك تم فسح المجال للمداخلات التي توالت بخصوص هذا الموضوع ، فمن قائلة إن ضعف الطالب من ضعف معلمه، فالسابق مجيد، لإجادة معلمه، واللاحق ضعيف لضعف معلمه ، أو أن الضعف يكمن في المناهج التي لا تتلمّس عقول الأطفال وتدرجاتها. ومن قائلة إن الأنظمة المنهجية تعيق الطالب عن حب اللغة العربية نظراً لاختلاط اللغة الفصحى بالعجمة في منهج واحد وهذا الاختلاط ينتج عنه الازدواجية في التعليم الناجح.