في أحد الأفلام الأجنبية من حقبة التسعينات، تذكرت أحداث فلم يدور حول رجل يستطيع أن يعرف ما يدور في عقول النساء من أفكار، وبالتالي فهو على علم باحتياجاتهن ورغباتهن، فأصبح قريبا منهن بعد أن أقنعهن بتفهمه لكل تلك الاحتياجات، وبنفس الفكرة دارت أحداث حلقة من حلقات الدراما السعودية “طاش ماطاش”، حول رجل يسمع ما يدور في أذهان من حوله ويعلم بما هم مقدمون عليه في حقه وحق غيره، ليصبح هاجسه أن يصلح الأمور قبل وقوع الخطر، إلا أنه في نظر أهل الحي صنف بالجنون والمس. في لحظة من لحظاتي مع نفسي.. تخيلت لو أنني كنت مكان أحدهما، أقف في شارع من شوارع مدينة كبيرة كمدينة نيويورك أو القاهرة المكتظة بالسكان، وأستمع إلى أفكار المارة، ما بين طموح يخطط لمستقبله، وبائس يبحث عن مصدر للرزق، وشرير يخطط لعمل إجرامي، وأرملة تحمل هم أبنائها، وعجوز وحيد، وفتاة حالمة، وفنان مغمور، ومراهق ستيني، وطفل مشاكس، و.. و.. تُرى ما الذي كان سيحدث لعقلي..؟ ربما في وسط هذا الكم من الأصوات أمر بشخص أحسن إليّ، وآخر أساء لي، قد أتمنى في ذلك الوقت أن تتوقف باقي الأصوات، حتى أنصت لما يقوله كل واحد منهما في حقي، أوربما من رحمته بحالي أني لا أستطيع أن أميز أصواتهما بين الضجيج، فأكتفي بما تقوله العيون. من الممكن أني لن أشعر بالرضا وأنا أعيش في صخب من الأحلام والأماني وبعض الإحباطات وفقدان الأمل، و قد أصاب بالتوهان، وتضيع أفكاري ورغباتي الخاصة بينهم، إنما المؤكد أن قدراتي لن تتحمل ولن يبقى الكثير حتى يبلغ الجنون مني مبلغه. على كل حال لن أعرف لما أُبطن لي السوء ولا لما سِيق لي الخير إلا في ذلك اليوم الموعود وحتى حينها قد أبقى على جهلي بالأمر لا يهم فليست أهم غاية من غايات الدنيا أن نعرف من يحبنا ومن لا يطيق وجودنا المهم أننا على يقين أن هناك من يميز صوتنا بين الأصوات فنرفعه له قائلين ” اللهم أكفنا ما أهمنا ومن أهمنا وتولنا فيمن توليت بحولك وقوتك” للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid