مع بداية نفحات الرحمة، ونحن نستنشق عبير البركات القادمة مع أيام الخير في شهر الخير، تفتح هاتفك الشخصي أو بريدك الإليكتروني.. لترى وابلاً من التبريكات والتهاني من القريب والبعيد، حتى ذلك الذي لم يمر عليك اسمه إلا قبل ما يقارب عشرة أشهر، وهو يهنئك بعيد الأضحى المبارك للعام الماضي، لا يهم.. لعل الأمر لو كان من جهتك لما فعلتها. شعور جميل أن يبارك لك الجميع وشعور مسؤول يخبرك بضرورة الرد من باب الألفة والود بيننا إن لم يكن من باب "الذوق".. الطبيعي أن أتمنى لك رمضان مبارك عليك وعلى أسرتك وعلى من تحب، فتبادُلنا الدعاء لبعضنا فيه رحمة، ومن الطبيعي أيضا أن أتذكرك وقت الإفطار بالاسم، أو مع من ضمنته في قولي.. ومن استوصاني والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والأموات، لكن ليس من الطبيعي أن أقول إلا فلان لفظاً بلساني، حتى لو كنت قد ضمرته في نفسي.. فهل تستطيع أنت أن تقولها..؟ من المؤكد أنه قد مرّ عليك في حياتك من جعلك تتمنى زواله من أمامك، وعكر عليك صفو حياتك، وأدخلك في دائرة الناقمين دون أن تشعر، قد يكون زميلك في العمل، أو مديرك، أو معلمك، أو قريباً اعتقدت أنه قريب بالفعل، أي كان من فعل فعلته هذه بك فهو في غالب الأمر لا يعلم، أو لعله يعلم لكنه لا يعلم أنها تركت ذاك الأثر، إلا لو كان مصاب بالجنون، لأن المجنون وحده هو الذي لايدرك ما يمكن أن يحدث له حينما يكتب اسمه في قائمة المغضوب عليهم ممن حولهم، ونحن مقبلون على شهر فيه تجاب الدعوات.. ليس مبرر.. نعم، فباب الحقوق والواجبات بيننا واضح، وقانون عامل الناس كما تحب أن تعامل أيضاً واضح، ولكن يوجد من بيننا من لا يدرك الواجب عليه، لكنه يدرك تماماً كيف يكون الحق له. فاجأني مشهد تم تداوله بين الناس لفتاة تتوعد كل من أساء لها في ظهرها وذكرها بما ليس فيها وظلمها بقوله، أنها قد أعدت لهم قائمة من الدعوات تدمرهم تدميراً، والمفاجأة لم تكن في المشهد.. بل في عدد المناصرين لها، وكأننا نسينا الصديق رضي الله عنه وهو يقول" لعلي أدخل بها الجنة" جاء شهر الخير، وأيامه قليلة ستمر سريعاً ، فلا وقت لدي لأنهال بالدعاء، لكني سأنتصر على نفسي وأدعو لك في ظهر الغيب، فقط.. حتى تجيبني الملائكة بقولها " ولك مثلها" للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid