“خالف تعرف”، قاعدة قد تدغدغ بعض الأشخاص، وتحفزهم للإقدم على فعل ينافي ما هو متوقع أو معتاد، تدفعهم على ذلك الفعل.. الرغبة في السير عكس الركب، قد تزيد عند البعض وتقل عند البعض الآخر، إلا أنها موجودة يتميز بها حفنة من الشعوب دون غيرهم، ولعل أبرز الظواهر التي تثبت قولي هذا على سبيل المثال.. مخالفة القوانين غير المصحوبة بجزاءات صارمة أو عقوبات مُهلكة، كالركن في الممنوع لدقائق وما يترتب عليه من قيمة مالية بسيطة مقارنة بمتابعة السير وقت وجود ضوء أحمر في إشارة المرور هناك فرق، أو كالتغيب عن الحضور للدوام المدرسي في أولى أيام الموسم الدراسي، فجزاءه الوحيد هو خصم رقم بسيط من علامات المواظبة السنوية، ومن يهتم بتلك العلامات التي تطير.. مادام المعدل النهائي سيبقينا على حافّة الدخول للجامعة، والحافّة منطقة لا بأس بها مؤكد.. عوداً حميداً أبناءنا الطلبة.. يا من لملمتم شتات الإجازة الطويلة، واكتفيتم بالقدرالذي منح لكم منها، وتأهبتم للعودة بابتسامة مشرقة، وتفاؤل بغدٍ جميل، وعوداً قريباً لأبنائنا الطلبة.. الذين تدثروا “بناموسية كحلي” ولم يعركوا أعينهم بعد لينظروا في أوراق التقويم الموجودة على الطاولة، وهي تحمل نفس التاريخ قبل ثلاثة أشهر مضت، فلم تحن اللحظة بالنسبة لهم بعد، ولم يرن جرس المنبه على التوقيت الذي وضعوه للإفاقة من غيبوبة الإجازة، تعلو ملامحهم تقطيبة عدم الرضا ولسان حالهم يقول” ليش انتهت الإجازة”، مترقبون قراراً بالتمديد يأتي على هيئة هبة بمناسبة “لا شيء” و”لا شيء” هذه مناسبة عظيمة كيف لا تمدد من أجلها الإجازة.. سواءً رضينا أم لم نرضى فقد حان الوقت، ولكل مجتهدٍ نصيب.. فمن طلب العلياء ظفر، وطريق العلياء يبدأ برنين جرس المنبه كل صباح بعد أن ينادي المنادي (الصلاة خير من النوم) فهل من مستيقظ.. ينعم ببركات البكور ويسير مع اشراقة الشمس..؟!