رزق الهبل على المجانين .. مقولة واقعية ومتطابقة..نطقت بها ألسن إخواننا المصريين على ما أظن.. وشعب مصر يعرف عنهم ان أمثالهم بالمقاس وشعب راعي نكتة ومرح.. فالهبل لا يزالون ينتظرون المجانين على مفترق طريق خطر..والذهنية السطحية سائدة..تعج بأفكار متناقضة ..فقد أصيبوا بالأنفلونزا.. وظهرت أعراضها..في كثير من السلوكيات الخاطئة التي تسمعها من أناس حريصين على ضبط النظارة والعقال ..وتقراها في الصحف المتمرسة على عدم المصداقية أو تشاهدها في أي قناة فضائية هدفها المال لا البرامج الهادفة..فقد تجد أخطاءًَ متفشية كثيرة..حين يقال لن يفوز أي فريق في كرة القدم، طالما لدينا شخص يعتبر منصبه بقرة حلوبا..أو صحفي يعتبر اللحظة فرصة لا تعوض ويجب ان يستغلها بإعلامه المدسوس وعمله على تشويه الحقائق ونشر الإشاعات الزائفة إلى أقصى حد، ورجل مرور يعتبر كاميرا مراقبة السرعة ..بطولة وإنجاز لسلب الريالات من جيوب المخالفين..أو تلميذ يحضر للفصل متأخرا لأنه قد يسجل غائبا، ومدرس يملي نفس المقررات لسنوات طويلة ولا يطالع ولا كتاب في العام... بهذه العقلية الهبلة والمتفشية، يدخل الفريق الملعب، ومن الواضح قبل صفارة البداية ، أن العيب ليس في القدم واليد، ليس في السبورة وقواعد المرور ونافذة التلميذ الكسول... العيب في ذهن السائق، الذي يوافق على قوانين السلامة ولا يطبقها، العيب في دماغ اللاعب الذي يحتاج لياقة بدنية عالية، لكن يسهر ويدخن و... ويحقد على كل من يذكره بخطأ ما يفعل، لذا يجد الناجحون صعوبة في التعامل مع أهبل لا يستطيع ضبط سلوكه تبعا لهدف محدد مسبقا، يعتبر تذكيره بالقواعد المقرر إهانة له، ولا يعتبر خرقها إهانة لنفسه، يجد مبررات ترضيه وحده ليخرق القانون، يهمس لنفسه وفي لا وعيه أنه على صواب والقانون على خطأ، أهبل لا يطالع ويعتبر أنه يفهم، على مقاس من يشبع دون أن يأكل، أهبل ينكر القواعد المقررة، وأهبل يعتبر أن الحرية هي أن يفعل ما يريد لا ما يجب، وأهبل يكره الانضباط للزمن، وأهبل يا عيني عليه تقوده الأهواء لا العقل. أننا نلتقي يوميا من هذه الفئات " الهبل " من قريب ، وما يرتكبه من خلل في فكره المشوه ، ففكره مقلوب، يعتبر الحذلقة والشطارة والحيلة ذكاء، ويعتبر الفكر المتزن سذاجة، يسخر من "المتعلم" الذي يشتغل ليل نهار ويكرس فكره في حل المشكلات والعوائق والعاقل الذي يفرق بين الخطأ والصواب..لذلك الخلل في فكر السائق لذا لا داعي لتغيير السيارة، الخلل في غرور اللاعب فلا داعي لتغيير المدرب... الخلل في الأدمغة التي تسدد بدون وعي وليس القدم التي تركل.. الخلل في شطحات المعلم وليس المنهج المقرر... أقول قولي هذا .. وأنا على يقين بان من جرفته تلك الغفوة .. واستلم تأشيرة دخوله إلى منطقة الهبل المحظورة .. لم يراجع النفس .. ولم يقف لحظة صمت لمحاسبة ما يرتكبه من تعدي على القانون في حياتنا اليومية..كي يغير سلوكياته ..حتى يتسنى له ..لتصحيح مساراته الخاطئة.. وترك الفوضى .. ولله في خلقة شؤون . [email protected]