في بعض الأحيان، ودون قصد منّا نصبح مصدر إشكالية لدى بعض الأشخاص، أو أن نكون المشكلة برمتها، فقط لأننا لم نكن على الشاكلة التي اعتادوا عليها، أو لأننا لا نرغب بأن نكون مثلهم وليس الأمر تقبّل أو عدم تقبّل الاختلاف بيننا.. بقدر ما يكون إلزاماً بأن نصبح على مركب واحد حتى لو كنّا نعي جيداً أن المركب الذي يقفون عليه مثقوب من الأسفل، فمن وجهة نظرهم ليس عليك النجاة وحدك، و لنغرق جماعة " والموت مع الجماعة رحمة" لا أعرف من مصدر هذه المقولة التي اتخذناها حكمة، ولا ما هو مصدرها التاريخي فربما في تلك الآونة كانت صائبة. ليست لدينا مشكلة في التعامل مع من نستحسن صفاتهم أو تتوافق مع صفاتنا في ظاهر الأمر، بعكس أولئك الذين تنافرت أرواحنا معهم من اللحظات الأولى، مع أن مرور الوقت يكشف لنا سطحية أفكارنا التي آثرت البقاء على الظاهر.. دون أن نتلّمس وجهة التنافر، من جهة علمية حتى لو كانت قضبان المغناطيس تتطابق بالتشابه فليس هذا هو الدليل على أنه الوضع الأمثل للإنتاجية. وعلى الرغم من أن التوجيه الرباني يطالبنا بحسن الظن مع الآخرين دائماً إلى أن يثبت لنا عكسه.. إلا أن الطبيعة البشرية المتشككة والمتوهمة للقدرة على قراءة البشر والمعرفة بدواخلهم.. تجعلنا نفقد جزء كبير من متعة الشعور بالأمان في التعايش والتعامل النقي مع من حولنا، فقط لأننا أسندنا الحكم على ما توجس في نفوسنا، وعلى تلك السادسة التي لم تكن من ضمن الحواس التي تعلمّناها في مقاعد الدراسة، فأصبحنا نرتاب من كل ابتسامة جانبية، أو لمعة عين في غير آوانها، أو تقطيبه حاجب قد تكون ناتجة عن خلل عصبي لا غير، وواربنا أبوابنا في حذر، وكأننا نعلن لمن في الخارج بأن يبقى حيث كان ولا يبادر بالدخول فهو غير مرحّب به. إذا يجب علينا أن نفكر ملياً قبل إصدار الأحكام فيمن نعاشر ومن نترك، فلعل صديقاً حميماً يكون عدوك الخفي، ولا تنصف إلا على يد من ابتعدت عنه خوفاً منه وجهلاً منك، وحينها فقط.. دع حاستك السادسة تنفعك. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid