ولأن الشعبنة عندنا عادة وليست عبادة فقد تعودنا أن نشعبن قبل دخول الشهر الفضيل اعاننا الله واياكم على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا… بنى لنا الوالد عبدالفتاح عبدربه رحمه الله فيلا في ابحر الشمالية جنب قصر الملك سعود وكنا كل جمعة نقيل فيها مع العائلة والأرحام من بيت ابو شوشه والناغي والكيال والغامدي. وكان الغدا طبعا سمك دوبوا طالع من البحر من صياد جنب بيتنا في ابحر اسمه عّم عبيدالله وضحت عليه اثار السنين من صيد البحر وشمس جده اللي تعرفوها كلكم،،،، لمن كبرنا شويه صرنا حريصين ان يكون لنا شعبنه خاصه بِنَا كأصحاب وطبعا لأننا شباب وبشكه كنّا نشعبن تلاته ايام لأنو شعبان قبل اكتر من أربعين سنه اجازه مدرسيه كنّا نطلع بالباي وكان معانا عيال الحاره من جيران أفاضل لازالت علاقتنا بهم الى يومنا هذا والحمدلله ،،،، وكنا نقسم المهام على كل البشكه عشان لا ينقص علينا شي لان بيتنا كان مره بعيد عن منطقة الخدمات عشان كده كنّا نعصر مخنا عشان لا ننسى اي حاجه ،،، طبعا ديك الأيام لا كان في كهربا ولا مويه في ابحر الشماليه فكان ماطور الكهرباء هو السبيل لانارة البيت ليلاً وما اجمل صوته منغماً بين ارتفاع صوته وانخفاضه وكأنه ام كلثوم تشدوا بأجمل أغانيها حتى اذا انطفى فجاه ساد الهدوء وولعنا انوار السيارات عشان نشوف ايش علته وما أجملها من ايام…. كان معانا الاخ حسن غندوره وهو فتوة البشكه بصوته الجهوري وطوله مما يجعلنا نعمل له الف حساب وكان من بين البشكه الاخوان مجدوع وعمر حمزه الذي لعب للاهلي ولم يطول لالتحاقه بجامعة البترول ومجدي ناغي وعبدالحميد الباحث وعبدالرحمن السعدي وطبعا اخواني فهد ومجدي ومجدي كيال،،، حتى سعيد اليماني حق الغاز كان يطلع معانا بأنبوبة الغاز اللي كانت أساس لرحلاتنا،، اضافة الى تلك البشكه كان يطلع معانا مجموعه من بشكة البغداديه وهم ثامر نعماني وسمير عشري وعمي اسامه وسمير عبدربه وجميل حافظ الذي كان يحلو له الدندنه والغناء ورواية النكت التي تجعل الجلسه كلها في ضحك ووناسه والأخ الذي لم تلده امي الاخ الحبيب حسام القحطاني وسهل ابو الفرج وأخوه محمد والأخ عبدالرحمن الزمعي والمستشار عدنان ناصر والاخوان فهد عبدالإله الجميح والأخ عبدالبديع عيطه وغيرهم من الاخوان الذين اعتز بمعرفتهم الى وقتنا الحاضر طبعا لا يمكن ان أنسى الاخوان فيصل ونبيل أفندي الذي قدموا الى جده من المنطقه الشرقيه لدراسة الجامعه في جده الذين كانت لهم لمسات شرقاويه اضافت لنا ثقافة منطقه مهمه من بلادنا الحبيبه ذكريات رغم قلة الإمكانيات الا ان لها طعم خاص بما فيها من مقالب ومزح بريئ وطبخ ونفخ وسباحه دا بالنسبه البشكه اما عوائل جده فكانت حريصه على تغيير جو الرطوبه والحر فكانوا حريصين على الشعبنه في جبال الهدى البارده التي دايما تتحول الى غيوم وامطار مما تزيد من سعادتنا وفعلا كانت الهدى تتحول الى حارات جداويه ومكاويه بخيامهم البسيطه فكانت طبيعة قرب الخيام من بعضها تصنع جيره فيما بينهم كانت العوائل تتعارف فيما بينها وكانهم يعرفون بعضهم من سنين وتجدهم يتبادلون الزيارات والعزائم…. كل دا كان يحصل في خيام تنصب في الاراضي البيضاء التي كان مشهورا عند أهل الطايف بتأجير الظل فما ان تنتهي من نصب خيمتك حتى يأتيك احد أهل المنطقه ويطلب منك ايجار للأرض وكانت ألامور تمشي بالمحبه والألفة غالبا بين صاحب الارض ومن نصب خيمته،،،، من بين من نراهم في الشعبنه بشكل سنوي بيت رضا امين وبيت الزقزوق الذين كان لهم بيوت من الزنك وهم أصلا أرحام لنا لان عمي عبدالله وعم حسن زقزوق كانوا عدلاء لأنهم متزوجين بنات سيدي حمزه ابو صفيه رحمهم الله جميعاً كنّا نقضي الليل في لعبة الطيري والجري بين الخيام مع عيال الجيران فيما كان الكبار ينشغلوا بين تجهيز السليق ولعبة الكيرم والضومنه ،،،،،، حتى اذا انتهت رحلة الشعبنه نبدأ في الاستعداد نلم أغراضنا وخيامنا ونحطها في شنطة السياره،،،،، طبعا كلنا نفتكر حقون فاكهة الطايف اللي تجي محلاتهم قبل نزلة الهدى عشان نشتري منهم التوت والبرشومي والرمان والحماط اللي لا يمكن تحصله الا في الطايف فكان موسما لأهل الطايف ،،،، ايام لها عطر فواح لما تجدها من سعاده ووناسه في سمر حتى منتصف الليل ،،، اين نحن اليوم من تلك الشعبنه،،، اليوم البشك تتواعد ومع الاسف على الشعبنه في دبي او القاهره او لندن فلا خيام هناك ولا سليق ولا كيرم ولا ضومنه،،، الله يرحم ديك الأيام في بساطتها وطبيعتها وروعة لقاءاتها وابتسامتها التي لا تفارق اَهلها ورحم الله والدينا ووالديكم الذين كانوا حريصين على اسعادنا بما رزقهم الله من إمكانيات. نراكم الاسبوع القادم بإذن الله عز وجل وذكريات أهل جدة في الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل