لبطولة كأس الملك لكرة القدم – يحفظه الله- نكهة في تذوق الإنجازات والمبادرات التاريخية الرياضية ، وهي كأس تقود هذا العام الاتحاد العميد، والفيصلي العنيد بحس الفريقين الفطن، ودعمهما تطلعات وآمال الجماهير .. هي بطولة ذهبية يشتاق عاشقو الكرة من خلال الظفر بها لبشارات الفرح، ولاستذواق ماء ينبوع الأبطال الذي ينتشي به كل (دماغ ) ، وتنتعش به كل (بطولة ) بمشروعية التنافس والمنافسة.. وأحقية الاستحواذ والهيمنة وجدارة الحضور والتمثيل.! و بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الآن، ضمن هوية ( الاتحاد الذي ظفر بها مرات ومرات تفوق الثماني، والفيصلي والذي يشخص لها لأول مرة في تاريخه وتاريخ منطقة القصيم العزيزة الغالية ) ، والبطولة.. مهمّة فنية يحملها أبطال الأندية، ونجومها تلقائيًّا، وبلا تردد، وعن ريحانة خاطر (فاثنان حتمًا بالنهائي) تجربة بطولية خاضها الاتحاد قبلاً (بأعوام مختلفة )، وظفر بها أمام مختلف الأندية ، وربما وصول الفيصلي للنهائي (الملكي)، ولم يكن قد ظفر بها تلفظ جزاف الرهبة الجماهيرية الساحقة، والخبرة الاتحادية، فقد طاش الفكر بعد نجاح المدرب الكبير الموهوب رازوفيتش. ولاعبيه الفذين. البرازيلي روحيريو، ولويس جوستافو. في فك الحصار عن ذاته، ومن ثم الانضمام لملاقاة نادي الاتحاد المتمرس بالبطولات ، حاملاً (عنفوان ورقات طموح الحسم المشروعة) مثل راية مبهمة بعيدة عن القلب وعن الأمل، مثلما يحملها الفيصلي، الذي يندلق منه ألق شدة المراس ووميض مقارعة الكبار، بفريق موغل في التوازن التشكيلي العناصري. أما الاتحاد، فمع مدربه سييرا و نجومه فيلانويفا والعكايشي وكهربا، يستل الاتحاديون لحظات البطولة- إن كان فيلانويفا في يومه ، والعكايشي وكهربا أيضًا.. والتجربة البطولية جديرة بأن تعاش مع جماهير العميد، والفيصلي ، ولا تصرف سوى في أمجادها الذاتية وعلا وفخر الوطن؛ كون البطل سيمثله آسيويًّا. والفريقان .. حسابيًّا ضمن حضور ونبوغ بالعطاء المستمر، بعون الله، وبالصفاء الأخوي الوطني، وطهارة القلب والنفس والضمير. فالبطولة تقبل عليها الفرق إقبالاً هنيئًا مريئًا مشكورًا؛ لأنها بالتأكيد على نهج أخلاقي وقيادي وإداري وفني ونفسي وإستراتيجي مستقيم..! وللحق.. فالفريقان مدربان، ونهجان تكتيكيان، ولاعبون رجال أعدوا لهذه المناسبة عدتها.. بحسن انتقاء عناصري، ومهارة تنظيم، واستعداد وتقدير للخصم، وروح قتالية صافية ينهجها اللاعبون سلوكا وممارسة.! ولا يهم من سيظفر بالنهائي الملكي، قدر ما يهم أن يحسب كل فريق لمنافسه حسابًا ومعادلات كي يقدر ذاته، ويعمل على توشيج علاقته مع البطولة بالحس اليقظ، والنبيه، والرزين، وأضمومة عز ومجد وفخر وطني، بمن يرعى هذه البطولة على كأس خادم الحرمين، ألفه الوطن وأنسه..! وقبل هذا حري بالأشقاء والأخوة والأصدقاء بالناديين الاكتظاظ الأخوي، ولفظ العنف وصفاء النفس والتنافس الشريف الحركي الدائب، فهي البطولة الحسان لها من سرحات أنوار الوطن، وحبيب الوطن، وملك القلوب وامتداده، ما قد يوشح بها الأبطال كعروس تزف بقربى. البطولة الملكية تغوي الفرق افتخارًا، فتغريها هي بالمثول بالراحتين المنيفتين السخيّتين منقادة.. مستسلمة لظروف لم تسعها (جغرافية احترام الذات والذات الأخرى)، ولم تسع خريطتها كل التضاريس والألوان والطقوس والحدود والشعاب الفنية النفسية العديدة المختلفة التليدة التي تحصد خلالها هذه الكأس! فليكن النجاح المنير للجميع أيتها الكأس الوضاحة الوهاجة.