بيدأ الحزن بصدمة وينتهى بدموع لكن لا يبقى فى النهاية سوى الرماد ، لكنَ رماد الصدمات يبقى إلى الأبد داخل النفس لنقفَ عاجزين مُجبرين على الصمت داخلنا حتى لا يستمع المتربصون بأحزاننا لأحزاننا ولا يفرح الشامتين فى خيباتِنا بخيبَاتُنا، فتضطر لغُض الطرف عن حزنك وتحدث موجات البحر به وما أكثرهم من متحدثين ، يقفون كل ليلة يتحدثون عن أوجاعهم ليستمع الموج لسيمفونية حزينة تشبه سيمفونية تشايكوفسكى السادسة والأخيرة ويستمع البحر للأوجاع دون أن يفرق بين أحدِ منهم ، نقف نحدث أمواج البحر عن من أزالوا الأقنعة ولم يعترفوا بالحق ولم يطلبوا أو يطالِبوا لنا بالرحمة أو الخروج من تلك الأوجاع والمحزَنة ! نقف بوجهٌ عادىٌ وقلبٍ غير عادى لنبدأ فى تذكر أحداث المسلسل الدرامى للأحداث الحزينة فى حياتنا والذى إستخدم فيه الأخرين المسموح وغير المسموح من الأوجاع ، حين يتعلق الأمر بالخيبات يكون عمق المأساة فى الثقة فتتلخص جوانب الكارثة فى أنك تضع ثقتك فى من هم غير آهلٍ لها هؤلاءِ الذين لا يكترثون إلا لأنفسهم الغير آبهين بمشاعرنا ، لتقف بحزنٍ عميق وخجلاً كبير من النفس والقلب فيتشح المتضامنون الحاملين لنفس المأساة بالسواد على دم قلبك الذى أراد يوماً الحياة أو نيل قسطٍ من السعادة ولو صغير ، لتبقى فى النهاية وحيداً فى مدينة باردة عائداً من نفس الطريق الذى مضيت يوماً به فرحاً حاملاً لرايات الخيبة والخذلان ، أوجاعنا التى نحدث موجات البحر بها وأحلامنا الضائعة بين رياح النسيان لن يستطيع أصحاب النفوس التى لا تتنازل عن أنانيتها الإستماع إليها حتى وإن كانوا سبباً فى أن تعيش هذا العام حزيناً بل وربما كان هذا العام الأكثر حُزناً لكَ على الإطلاق ، حزنى وحزنك وحزننا جميعاً فى كفه وكرامتنا وإنسانيتنا المهدورة بسبب أحدهم بعينه فى كفةٍ أخرى ، مؤلم حين تبحث عن مكانٍ لتصل به إلى أعلى مراتب الحب ليقودك قدرك فى النهاية إلى أن تقفَ أمام موج البحر بحسرتك ، ستمر السنوات وستندمل الجراح وتسكن الأحزان ، لكنَ الحسرات فى ملابساتِ الخيانة تشتعلُ كل يوم ! شكراً لك أيها البحرِ المُثقل بالأوجاع لكننا نتمنى لو أن الأحزان التى نراها بين أمواجك تُمحىَ بفعل فاعلٍ وتبقى الأفراح التى لم يعد لها مكانٌ بين أمواجك بسبب وجودٍ قوى لكل ما يتعلق بما هو سيئ