أذكر أن أول ما عرفت الفقيد جميل عبد العزيز مرزا كان في عام 1415ه 1994م عندما وفقني الله وألفت وطبعت كتاب مرض السكر – الحلو المر، ورغبت في عرضه للبيع عن طريق المكتبات التجارية، وفي طريقي على شارع فلسطين وإذا بي أقف أمام مكتبة المرزا . وهنا دعنا نقف عند تاريخ أول من ورد وتاجر في بيع القرطاسية أي المراسم والمساحات والدفاتر… إلخ، في المملكة العربية السعودية كان الشيخ عبدالعزيز مرزا يرحمه الله عمله في تجارة الأدوات القرطاسية ؛ فأول قرطاسية أسست في المملكة واستخرج لها سجلا تجاريا كانت شركة المرزا قبل توحيد المملكة وأخذ اسمها في الانتشار ، فلو سألت آنذاك أي كبير عائلة تجده لا يعرف إلا دفتر مرزا ومرسمة مرزا ، فالشهرة في هذا المجال بدأت في أسرة المرزا منذ ذلك التاريخ ؛ لأنها تخصصت في هذا المجال حتى أعمام وإخوان الفقيد عندما انفصلوا عن والدهم أسسوا نفس النشاط . ولد الفقيد في حي الشامية بمكة المكرمة في منزل بأعلى جبل فيها يسمى بجبل قرن أو جبل الشامية ، أو جبل الفلق وكان جدي أحمد حسنين أحد الجيران . دخلت مكتبة المرزا في شارع فلسطين ومعي نسخة واحدة من كتاب مرض السكر – الحلو والمر وسألت عن صاحب المكتبة . كان صاحب المكتبة يجلس على ماصته، وفور رؤيتي صاح وقال : تفضل يا ابن السيد . ظهر استغرابي على وجهي!! فجاء الرد من صاحب المكتب قائلا : أنت لا تعرفني ولكنني عرفتك من وجهك لأنك شبيه السيد معتوق يرحمه الله. واستمر وذكر أن والده عبدالعزيز مرزا وجدي أحمد كانا جيرانا على جبل قرن في حارة الشامية وكان والدي وأعمامي أصدقاء لآل مرزا منذ الصغر . شرحت سبب هذه الزيارة وطلبت من الأخ الغالي الشيخ جميل عبدالعزيز مرزا أن يساعدني في بيع كتابي على نظام أنه يبيع الكتاب بنسبة 25% للمكتبة ويحاسبني بعد البيع . فوجئت عندما استدعى الشيخ جميل المحاسب وأمره أن يصدر شيكاً لأمري بكامل المبلغ 100% لي ويأخذ مني غدا ألف نسخة من الكتاب . رغم رفضي لهذا الكرم والوفاء حيث أن طلبي كان حسب البيع وبعد البيع إلا أن جميل الاسم أصر على رأيه وحلفني بالصداقة التي كانت بين آل حسنين وآل المرزا أن أقبل فقبلت . من هنا عرفت أخي الغالي الجميل الوفي الشيخ جميل عبدالعزيز مرزا فقد كان فعلا جميلا في الاسم وجميلا في الروح . ومن أجمل ما ترسخ في قلبي هو لعبه في البلوت والتيتو فقد أشتهر بعبارة : سوق مغطى صن أو تيتوا . كثير منا ينظر لشخص ما على أنه نموذج من الجمال وعندما تختلط به وتعرف خفايا روحه تجد أن هذه الروح غير جميلة ومنفرة لذلك أبدا لا يغرك جمال المظهر أو الجسد فالجمال الحقيقي ينبع من جمال الروح بأخلاقها وأدبها وبإيجابيتها ، وفي جميل مرزا وجدت فيه جمال الروح وفق قول الشاعر: جمال الروح في جميل , ذاك هو الجمال تطيب به الشمال والخِلال , ولا تغني إذا حسنت وجوه وفي الأجساد أرواح ثقال , ولا الأخلاق ليس لها جذور من الإيمان توجها الكمال . مرزا كان جميل الاسم والروح يرحمه الله.