لم يبق سوى القليل بعض السويعات وتبدأ أولى نفحات الجمال الرباني، فتسمو القلوب لإحاسيس الفرح الحقيقية وتختلط المشاعر بين سعادة وذكرى ودموع وابتسامات.. مهما كان ما تحمله في قلبك من حزن، ومهما كان ما اقترفته من ذنب في حقك أو حق غيرك، خلاف بينك وبين عزيز عليك، سيظل شعورك بأن هذه الأيام كفيلة بتطيب جرحك وإصلاح ما أفسدته من أمرك، كيف لا وقد سميت بليالي الرحمة والغفران والعتق من النار. تعود بي الذاكرة مع أول تكبيرة لصلاة القيام بكل رمضاناتي السابقة منذ الطفولة وإلى هذه اللحظة، لم يتغيير شيء نفس الفرح الطفولي الذي كان ينتابني في الصغر أشعر به الآن وإن اختلف تعبيري عنه، فلا زلت أرقب أمي وهي تعطر الماء برائحة المستكة وتجهز أدوات تحضير السمبوسة من الليل حتى تختصر الوقت، ثم تنادي علينا بعد أن تنتهي من صلاتها لنزور كبار العائلة نهنئهم بقدوم رمضان، وكالعادة في كل عام تصرخ فينا مؤنبة على تأخرنا في الخروج، الإزدحام شديد في الخارج..! فليكن، لن أشعر بالضيق فكل واحد في هذا الزحام يحمل نفس مشاعري، لما الضجر..؟ الأسواق ممتلئةة بالمتسوقين..! لعلها أحد طقوسهم السنوية فلتمتلئ ما دامت تحقق لهم ذلك الفرح. نفس الأحداث لا تتغير قد يزيد فيها أفراد وقد يختفي آخرون، فهذه هي الحياة.. نشعر بالحزن عندما نتذكر أحباب كانوا معنا ثم رحلوا، إلا أنهم تركوا لنا مآثرهم لنتزود منها مع كل هلال يمر بنا فيي كل عام، لن ننساهم بل سنتذكرهم بوجوه تعلوها الابتسامة، فقد أثروا حياتنا بجميل صنيعهم، سنتذكرهم ثم نقول غفر الله لكم تركتم داخلنا كنوز غالية نحملها بكل حرص، تركتم لنا ذكراكم العطرة للتواصل على تويتر وفيسبوك eman yahya bajunaid