بتشريف من سمو ولي العهد، وبحضور جماهيري مجاني من الأمير الشاب "كحل ولجين الشباب" الذي استل منه اللقاء لحظة عطر، توهجت في ذاكرة العبير، وفي مباراته الحاسمة المصيرية ليلة الثلاثاء، باستاد الملك عبدالله " الجوهرة". شهدت جماهير الوطن ألق (فهد المولد)، والجوقة العارمة لرفاقه، التي لم يستطع الفريق الوطني الياباني أن يكبل أقدامها، أو أيديها بحديد القهر بعد خسارة أمام الشقيقة الإمارات. لم تكن طموحاتنا تتقاطر إليها ، ولم يكن الهولندي مارفيك ودفاعه حمامة دوح تأتي من روض الظهير الأيمن، أو يكون الوسط الأيسر نسمة، أو ريشة، يلعب بها أمام الاجتياح العناصري الياباني .! والأخضرُ قطرةٌ من القارة الكبرى، والعالم، وقطرةٌ من أسرار بحر الأبطال، ولكن هَديل البحر جاء هديرًا.. ففاجأنا!! والسببُ نهج وتراخ وسوء طالع أمام فريق الإمارات، وتراجع في مستوى لاعبينا بكرة الدوري، الذي لم يكن بمجمله شجر نسْتظل به في المساء! بيد أن تطور تكتيك بيرت فان مارفيك على أهميته لم يصل إلى مستوى تجاوز المنظومة الأولى في التنافس على التأهل، وإن كان رغم عدم انسجامه تشكيليًا قادرًا على فرض سيادته الدفاعية تجاه آسيا؛ إذ حملت الحركة التشكيلية في أحشائها تناقضات في الظهير والوسط تجلّت في تهميش الأقدر، وإحكام الرقابة حتى على مستواه الفكري الكروي، فنهج الحماس ورأس الحربة الوهمي أسلوب، يعتمد على غنائم هشة وسرابية، وهو ما حدا بمارفيك في أن يعلنها إلى اختيار التسليم بالأمر الواقع؛ ظنًا منه أن الكشف عن معالم التشكيل النخبوي الجديد والتكتيك المنبثق عنه، ونمط الخطط يمكن أن تشكل نافذة تطل على بعض سلبيات الحسم والاستثمار (طوعًا أو كرهًا) ضمن إشكالية التَّطور البطيء والحالة هكذا..؟ وهكذا.. صحونا على (ضجة نهائيات كأس العالم) وهمسة وترنا الأخضر المختفي!! وفي لقاء عالمي مثقف أمام الكمبيوتر الياباني، مع عزم مشوب بالحذر وثقة بالنفس، وهمة مؤمنة، لم تكن قعساء، استنبت (المدرب الهولندي ) إمكانات منتخبنا، وخبراته، وقدراته حتى سهوب دمه، آزره تشكيلٌ متواشجٌ جديدٌ بحضور الفهد، والمعتز .. وكان مارفيك قد قاس للمنتخب وجهته وخيالاته، واستشهد فلم يضع العربة أمام الحصان هذه المرة ! ويقيني أننا أدركنا ذلك، وهو الأدرى بذلك. مُنتخُبَنا انتصرَ أمام اليابان الشرس في لقاءاته أمامنا، و في مجموعته مع (العراق وأستراليا والإمارات وتايلند) فماذا حدث؟! لم ترفع الشمس خيمتها في صحاري السحاب، فلا يزال البطل الآسيوي تاريخياً بعبوره 4 مرات لكأس العالم، وامتلاكه لكأس القارة الكبرى فيه ما في العطر من العطر، وإن كانت طريقه الأولى هشة، وقد نزل المنتخب البارحة قبل السابقة على نرجس ففاز على اليابان 0/1 ، ولا يزال تقع خطواته على لؤلؤ!! نعم .. هي ضجة كأس العالم.! ..والحمد لله حين لم يكن ليفاجُئنا (تشكيُل بيرت فان مارفيك) بمزيج يشرح إنجازاتنا العالمية، فنصْحو على منافسات ضجة كأس آسيا بحادٍ جديد؟ فيما كان سيفاجُئنا "مطر ملعب آسيا" ، فننشر أغصاننا الخضراء ونخرج أوراقنا وبراعمنا، ونمدُّ جذورنا فتنضجُ ثمارنا؟ مذ دلفنا العالم 1994م.. لننُصت مع غمرة الفرح لتحليل آخر من القائد"أسامة هوساوي "ورفاقه، فنرضخُ للصمت بسبب أيدي لاعبينا التي لم تعد مغلُولة؟!..! آه .. يا لضجة نشيد الوطن ! العريق بليغ الحبك!! فقد كسا وقار صيته ثغر عاشقيه"انتصارًا ، ولا كل الانتصارات"! وبشارات فرح و بسمات؛ لأن صوته كان لا يزال الطالع من ينابيع الزمن!! وطني: شمسًا حملتك فوق الرأس فانسكبت مساحةٌ "ثرَّةُ الأضواء " ..تغمُرُني!