كنا نتحدث الأسبوع الماضى عن المرأة الملهمة والمناضلة «لويز ميشيل», حيث حاولنا المرور سريعاً على قصة حياتها أو كفاحها ….الكفاح من أجل الحياة والوطن والمعرفة… وكانت قد توقفت بنا السطور عند بعض أبيات الشعر الوطنية التى ألقتها «لويز» المكافحة فى المحكمة قبيل نطق الحكم بنفيها إلى إحدى المناطق النائية فى أفريقيا والتى تقع بالمحيط الهادى. فقد تم الحكم على «لويز» بالنفى، وحملتها إحدى السفن إلى تلك البقعة البعيدة عن عالمها الذى عاشت به, حيث جلست هناك تقص قصة كفاحها على أفراد من قبائل «الكاناك» ذوى البشرة الداكنة ممن قيل إنهم من آكلو لحوم البشر! وهو السبب الذى دفع «لويز» على التصميم لخوض تلك المغامرة أو دعونا نقول (المخاطرة) لزيارة أفراد قبيلة الكاناك (ذوى القلوب الطيبة) كما وصفتهم لنا «لويز» فيما بعد فى كتاباتها.. فقد ذهبت إليهم بدافع من المعرفة التى لم يستطع حتى النفى أن يخنق رغبتها الدائمة والملحة فى الوصول اليها! معرفة الإنسان والحياة.. فقد عاشت فى شبه الجزيرة المعزولة تدرس كل شىء يقابلها…. زملاءها المنفيين معها الشرفاء منهم والمجرمون، كما تدرس أيضا النباتات والحيوانات والحشرات. وقد كانت محطاتها الآخيرة مع هؤلاء السود (ذوى القلوب الطيبة)، حيث ذهبت لتجلس معهم مجلس إنسان لأخيه الإنسان، لتتعرف بنفسها على حقيقة ذلك (الإنسان) الذى يسمونه متوحشاً، وهل هى حقيقة بالفعل؟ أم أنها أشباح الوهم المقصودة؟ ولربما كان هدف «لويز» الأسمى هو حمل زهرة حياتها وزهرة حياة الإنسانية (المعرفة) معرفة العالم لغيرها من البشر. وأذكر معكم أنه عندما صدر قانون بالعفو عن «لويز», والسماح لها بالعودة لفرنسا، كانت "لويز" قد ترددت كثيراً فى قرار العودة لوطنها، فقد كانت تريد أن تستكمل رسالتها مع هؤلاء السود الطيبين، كانت تريد أن تعلمهم وتفتح لهم مدرسة يطلون من خلالها على نوافذ جديدة للحضارة والإنسانية.