الغرب دوماً يدعي انه المحافظ على حقوق الانسان، بل والذي يجبر الاخرين على مراعاتها، فهو كما يزعم انما يقدر الدول بمقدار ما حافظت على هذه الحقوق ويعاديها ان هي فرطت فيها، فسجل كل دولة في حقوق الانسان هو ما يجعل لها صلة بالغرب او عداء لها، فهذا السجل اذا تدنى في بلاد الغرب فغض الطرف عنه سياسة غريبة منذ ايام الاستعمار الذي عانى منه الشرقيون مسلمون ام من غيرهم على مدى طويل، ما كان اثناءه ذكر لهذه الحقوق ابداً فازهاق الارواح والتعذيب في السجون الغربية هو من ابتدعه آنذاك، وازهاق الارواح والاستيلاء على الثروات لشعوب مقهورة ظل زمنا طويلا صناعة غربية، وهم اليوم بعد ظهور جماعات الارهاب، يستعملون في مواجهتها ما لا علاقة اصلا بحقوق الانسان مما يسنونه من القوانين بين ليلة وضحاها لكبح جماحها ويطبق حظر التجول واعلان حالة الطوارئ وتطلق يد اجهزة الامن دون اعتراض اما ان وقع شيء من ذلك في مواجهة دول المشرق العربي والمسلم، فأصوات الدول الغربية ترتفع والعقوبات تتوالى الى حماية لهؤلاء الذين يعبثون بأمن هذه الدول، والذي تسن لهم القوانين في عجلة شديدة في الغرب لمواجهتهم، اما في الشرق فعلى دوله ان تراعي من حقوق الانسان ما يكف يدها للوصول اليهم، وهم كانوا يرتكبون أبشع حوادث الارهاب ويجدون في كثير من دول الغرب ملاذا آمنا وما كانوا سيواجهونهم لولا أن ذاقوا وبال مناصرتهم لهم، ولايزال بعضاً منهم ينالون عند الغرب حظوة ومهما ارتكب من الفظائع في دول الشرق، فالغرب يدافع عنه ويدعي انه حضاري النزعة رغم ان جرائمه متوالية في دول الشرق، ولا يحتاج الأمر الى دليل عليها، فهي معلنة وجماعاته تعلن عن ارتكابها له ليل نهار، وقد تدعوا الغرب مصالحه ان يغض الطرف عن بعض جماعات الارهاب، بل قد يمدها بلون من المعونات تقوي عضدها لترتكب أفظع الجرائم ولا يهتم الغرب لذلك، ولا يعلن حتى البراءة منه، ولعل ما يجري اليوم في مصر مثل صارخ لتمييز الغرب لبعض جرائم جماعات ارهابية بالصمت عنها، ان لم نقل انه يصرح بتأييد لها، وهذا وضع استمر طويلاً، واستطاعت من خلاله أن تأسس بعض الجماعات الارهابية لها أذرع عسكرية تعيث فساداً في عدد من بلداننا العربية المسلمة ونحن على يقين انها لابد وان يذوق الغرب من ويلاته، حينما يرتد إليه من حماهم وطالب بحقوقهم من هؤلاء الإرهابيين القتلة، والعجيب ان هذا الغرب لا يكتفي بالمطالبة بحقوق القتلة فقط، بل ويطالب بحقوق للمنحرفين أخلاقياً ممن يمتهنون مهناً ساقطة كالزنا واللواط، حيث يعتبرون ممارستهم لذلك الشذوذ حقوقاً لهم، فمن يسمون المثليين الذين يملأون الدنيا ضجيجاً بالمطالبة بحقوقهم في ممارسة شذوذهم علنا والزواج بينهم من نفس الجنس، والغرب يؤيد مطالبهم، ويعتبر منعهم من ذلك مما يشوه سجل الدولة في حقوق الانسان، فالانسان الذي يجب ان توفر حقوقه ارهابي قاتل أو منحرف شاذ وعلى الشرق ان يوفر لهما من الحقوق ما لا أظن ان الغرب يوفره، تلك مأساة علاقة دول الشرق بدول الغرب، وهي للأسف علاقات تضاد لا يمكن التوافق بينهما ما لم يعترف الغرب أن للشرق كما له ثقافة يحافظ عليها ويسعى لصونها، على مؤيدي الغرب داخل بلداننا ان يبدوا لنا وجهة نظرهم في هذا الأمر بوضوح، فلم يعد الأمر يحتمل صمتاً، فهل يفعلون هو ما نرجو والله ولي التوفيق. ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043 [email protected]