جدة – ابراهيم المدني تصوير: محمد الحربي فقدت الصحافة المحلية أمس الأول أحد رموزها الذين رسخوا في ذاكرة المتلقي أعمالهم وكتاباتهم التي كانت تعكس وجهة نظرهم وتشخص في الجانب الآخر الواقع كما هو، حيث وافت المنية الكاتب الصحفي الشهير محمد مسلم الفايدي بعد صراع مع المرض تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان. كان محباً لعمله: وعبر عدد من أصدقاء الفقيد الذين التقتهم (البلاد) في موقع العزاء عن حزنهم العميق لفراق الفايدي، رحمه الله، وقال صديقه الأستاذ الدكتور علي بن حسين القحطاني أستاذ إدارة الموارد البشرية بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة:" تعرفت على الأستاذ محمد الفايدي، رحمه الله، قبل نحو 30 عاماً وحقيقة كان نعم الرجل والصديق فهو محب لعمله ومهنته حريص على نقل الواقع للمسؤولين كما هو ولا يحب المجاملة في عمله". وأضاف:" عرفته صادقاً مع نفسه ومع الآخرين واتسم عمله بالجدية والتركيز على المعلومة بعيداً عن المغالطات والفبركات". وسأل الدكتور القحطاني الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. أول من تقمص الشخصيات: من جانبه قدم الأستاذ قينان بن عبدالله الغامدي تعازيه لكافة أسرة الفقيد داعياً الله أن يعوضهم خيراً واستطرد قائلاً:" عرفت الفايدي قبل عقود من الزمن فهو أول من تقمص شخصيات البسطاء والمتنكرين في الصحافة المحلية وكانت أعماله الميدانية محل اهتمام من المسؤولين ورؤساء تحرير الصحف وذلك لمهنيته العالية وقدرته الفائقة على تقديم مادة صحفية متميزة جداً". وأضاف الأستاذ قينان بقوله:" لا يمكنني في هذه المساحة سرد مآثر ومميزات الأستاذ محمد الفايدي، رحمه الله، فهي كثيرة ومتعددة وهو بلاشك من رموز الصحافة المحلية في جيله". البساطة عنوانه: وفي ذات الإطار أعرب الأستاذ خالد محمد الحسيني عن حزنه العميق لوفاة الأستاذ محمد الفايدي وقال ل(البلاد):" أحزنني خبر وفاة الصديق الأستاذ محمد الفايدي، رحمه الله، فقد كان مثالاً للصحافي المتميز في عمله، قلمه رشيق وجرئ ويحرص على خدمة الناس بدرجة كبيرة جداً وكانت معظم أعماله من الميدان مباشرة." وأضاف بقوله:" إضافة لتميزه في عمله فهو وفي مع أصدقائه وزملائه ويسعى لخدمة الآخرين وتلمس احتياجاتهم من الخدمات الحكومية". وقدم الحسيني تعازيه لأسرة الفايدي ودعا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. أصدق الأوفياء: من جهته أعرب الأستاذ أحمد الصالح عن حزنه لوفاة صديق عمره الأستاذ محمد الفايدي وقال في أسى بالغ:" لقد صدمني الخبر ولكن هذه حكمة الله في خلقه ولا مرد لقضاء الله وقدره". وأردف يقول:" علاقتي بالأخ الصديق محمد الفايدي، رحمه الله، شارفت على ال 40 عاماً وأقول بكل صدق فهو، رحمه الله، أوفى الأوفياء وأصدقهم زاملته وصادقته سنوات طويلة فوجدت فيه نعم الرجل والصديق المخلص". وختم الصالح حديثه بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. ترمومتر الصحافة: إلى ذلك عدد الأستاذ بدر العباسي بعض مآثر الأستاذ محمد الفايدي وقال:" كان، رحمه الله، من الصحافيين المتميزين في عملهم والمتفانين في أداء واجبهم المهني وأذكر أنه كان له عمود في (عكاظ) اسمه (الترمومتر) يتناول فيه القضايا الاجتماعية والموضوعات التي يحتاج لها المواطن والمقيم في المملكة وكان، رحمه الله، يتابع مع الجهات الحكومية المقدمة للخدمات طلبات الأهالي واحتياجاتهم ولذلك سماه البعض بترمومتر الصحافة اقتباساً من اسم عموده". وأضاف العباسي:" عمل الفايدي، رحمه الله، في عدة صحف وكان هدفاً لها لجرأته وطرحه المتميز. رحم الله الفايدي: واختتم الأستاذ خالد جاد من إذاعة جدة الحديث عن مآثر الفايدي، رحمه الله، بالدعاء له بالرحمة والمغفرة مشيراً إلى أن علاقته بالفقيد امتدت لسنوات طويلة ووجده مثالاً للرجل الناجح والملتزم بعمله المهني وفق معاييره وضوابطه مؤكداً أن رشاقة قلمه وطرحه الجاد عنوان لتميزه الصحافي، رحمه الله. رحل فنان اللقطات الصحفية بشير نبهان عمل سائق تاكسي في بداياته الصحافية حينما ترك مهنة المتاعب لبرهة من الزمن، وعندما سأله أحد الزملاء الصحفيين لماذا تترك العمل الوظيفي والصحفي، وتعمل سائق تاكسي؟.. كان رده أن الصحافة لا تؤكل عيشاً وأن العمل على التاكسي يوفر ما لا تستطيع الصحافة توفيره له، خاصة وأنه يعول أسرة كبيرة، ولابد أن يهيئ لها حياة كريمة. تنقل في أكثر من موقع في الصحف المحلية ككاتب مقال أسبوعي.. ولكن الفترة المزدهرة بالنسبة له كانت عندما عمل في مجلة اقرأ إبان تولي الدكتور عبدالله مناع رئاسة التحرير فيها.. ومن ثم عاد إليها مرة أخرى عندما تولى الأستاذ محمد صادق دياب رئاسة تحريرها، وكان مبدعاً في كتابة اللقطات القصيرة التي تغني عن مقال طويل يختصره في عدة كلمات لا تتجاوز العشر.. وهذه اللقطات سببت له كثيراً من المشاكل والمناكفات مع بعض الزملاء الذين كان يتناولهم بقلمه سواء سلباً أو ايجاباً.. ولكنه لم يكترث لذلك وواصل مشواره على طريقته ليضع بصمته في فن كتابة اللقطات الصحفية. أنهكته الحياة كثيراً، وواجه صعاباً متعددة في مشواره العملي الطويل الذي يقارب نصف قرن من الزمن.. وهو يعتبر واحداً من الصحفيين المكافحين الذين هجروا الصحافة ومن ثم عادوا إليها وأخيراً صمت إلى الأبد.. إنه محمد الفايدي الصحفي المشاغب الذي قرر الرحيل بعد انقطاع عن الكتابة.. رحم الله الفقيد العزيز وأسكنه فسيح جناته.. وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان. مرتبط