كتبت هنا قبل اربع سنوات بالتمام والكمال وذلك في اليوم الثاني من تولي الاستاذ احمد عيد أنه يوم عيد احتفائي سعودي رياضي شبابي وتاريخي أثمرت فيه افكار فقيد الشباب والرياضة المغفور له بإذن الله تعالى سمو الامير فيصل بن فهد والتي نماها وغرسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد و تعهدها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب أثمرت عن اول انتخابات لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم ، وقلت يومها إن ذلك بحد ذاته منجز تاريخي يعد اول اللبنات القوية نحو إطلالة عالمية موفقة ومستقبل رياضي باهر، والجميل أن هذه الانتخابات اثمرت ايضا عن فوز الرجل المناسب حقا بالمكان المناسب في الوقت الصعب والمرحلة الأصعب. احمد عيد الحربي ، هذه الرجل المولود من رحم الرياضة وبالذات كرة القدم فحرس مرماها لناديه ثم الأهم المنتخب السعودي بداية ثم يتربع رسميا على سدة حراسة اتحاد كرة القدم بشمولية وذلك بالفوز برئاسة اتحاد كرة القدم السعودي، والفوز ايضا كأول مؤسس حقيقي لاتحاد كرة القدم ونقلها من التوهان إلى ميدان المنجزات ، وباركت يومها لأحمد عيد القامة السامقة في عالم الرياضة السعودية وباركت لرياضة المملكة بابنها البار ولشباب المملكة بقائد مؤهل ومتمرس ، والذي لم يأت مدفوعا من الخلف ، بل قدم إلى الترشيح حينها بإحتوائه على مخزون رياضي ومعرفي وخبرة حرص على تسخيرها لخدمة كرة القدم السعودية وقد وفق بفضل الله بأن توجها من قبل برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤقتا في احلك الظروف واقساها بل وفي مفترق طرق وسار بها إلى بر الأمان بتوفيق الله ثم حرصه ودعم الجميع ، وقلت يومها ان فوزه لم يكن صدفة او ضربة حظ بل كان مطلبا جماهيريا ترجمه الناخبون نيابة خير تمثيل. وقلت في اليوم التاريخي للرياضة السعودية ، يسجل احمد عيد أنه قادم على مرحلة جديدة وأن ما مضى في كفة والقادم أكثر مسئولية ومهاما ومتطلبات سيحاسب عليها بعيون مفتوحة تمنيت ان يضيف فيها ومعها بصمات أخرى فالغالبية يدركون ان احمد عيد رجل المرحلة وهو الأكثر إدراكا لتبعاتها وتاريخه يشفع للغالبية بأن تتوسم معه مستقبلا رياضيا يرفع من شأن كرة القدم السعودية ويعيدها إلى منصات التتويج ، خصوصا وأنه سيكون على رأس مجموعة أكيد ستكون بإذن الله خير مدد وسند وبالمشورة والمنهجية والخطط المدروسة حقا سنرتقي جميعا بالرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة إذا فعلا حقق احمد عيد ورفاقه ما تضمنه برنامجه الانتخابي والذي يصعب اختصاره هنا ، وكان عيد عند حسن ظن العقلاء المدركون لوضع الرياضة السعودية ، فبالأمس مضت اربع سنوات وكانت بفضل الله كما توقعت كفيلة ببلورة جل الطموحات على ارض الواقع . رغم ما تكشف للمتابع الحصيف وعبر وسائل الإعلام خصوصا الفضائيات وسهرات ما يسمى بالبرامج الحوارية بأنها كانت ابعد ما يكون عن الحوار الهادف البناء ، بل وبكل أسف لايختلف كثيرا عن غوغائية المدرجات وتحكم الميول . فاصبحت الرسائل المسمومة والآراء السابقة الصنع والميول الغالب في تلك البرامج . رغم أنني أشرت في مقال هنا سابق أنها كانت بوادر لاتبشر بخير مالم يكن هنالك ضوابط لهذا الفلتان والذي تحولت معه منابر الإعلام الرياضي إلى منصات تصفيات تستهدف في المقام الأول اتحاد كرة القدم إذ كل فريق يريده بوضوح وبجرأة حسب ميوله ولا أدري إلى متى يبقى هذا الحال . لأن بقاء الحال على ماهو عليه هو ينسحب ليشكل ضغطا على الاتحاد واللجان ويهدد نجاحها واستمرار اعضائها مستقبلا ؟! ليتعرض معها الأستاذ أحمد عيد لأقسى هجوم بربري وتشكيك وتصفية حسابات نالت من إدارته وشخصه بما يفوق الوصف ويندى له الجبين حتى من بعض كبار مسئولي الرياضة ، ومع ذلك صمد وتماسك مع لجانه ووقف شامخا ليحقق في مجال كرة القدم ما غاب عن المنصات عقدين من الزمن ، فتأهل منتخب الشباب لنهائيات كأس العالم ، وهاهو يودع الاتحاد والمنتخب الأول متصدرا مجموعته في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال موسكو 2018 في الجولة الأولى ، ومنتقلا به إلى المركز 54 لن نستطرد منجزات أحمد عيد في هذه العجالة ، ولكن نشيد بروحه واخلاقه وتجاوزه كل العراقيل حتى تلك التي دعت اللجنة الأولمبية برئاسة المعمر وبمباركة من الهيئة الرياضية ، إلى استدعاء الفيفا ، التي تواجدت وبرأت ساحة احمد عيد بل وباركت خطواته ، وواصل سيره بثقة وسط الغام زرعت في كل مفترق ، وأسس اتحادا قويا ولجانا داعمة وبنى مؤسسة أشاد بها الفيفا ، بل وسارع إلى خطب ود احمد عيد في منصب يقود من خلاله فريقا من فرق الفيفا ، كشهادة لاتقبل التشكيك ومباركة ليس لها مثيل . سلّم أحمد عيد بالأمس زمام الأمور لرئيس الاتحاد السعودي الجديد / عادل عزت بعد كلمة اوجز فيها عيد منجزات فريقه خلال اربعة اعوام ، كوثيقة تؤكد جدية المسيرة وحجم الإنجاز وسامح وتسامح بطيبته المعهودة ، ونتمنى للاتحاد الجديد التوفيق ومواصلة المسيرة نحو تحقيق المنجزات واكتساح البطولات ، وسيبقى عيد قريبا من الجميع عرابا لهذا الكيان الذي وضع لبناته بكل أمانة وجدية ، ولن نقول له وداعا فلا زلنا بحاجة إلى رأيه ومشورته وربما إدارته . هذا وبالله التوفيق. جدة ص ب : 8894 تويتر : saleh1958 مرتبط