برغم كل ما صاحبها من صخب وهرج ومرج خلال الأشهر الماضية والأيام والساعات الأخيرة، انتهت انتخابات اتحاد كرة القدم بفوز المرشح الدكتور عادل عزت برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم للسنوات الأربع المقبلة، وفوز الأستاذ ياسر المسحل بمنصب نائب الرئيس في الاتحاد الجديد. وبكل تأكيد، فإن ثقافة الانتخابات ما زالت حديثة عهد بنا، ونحن كذلك حديثي عهد بها، ومع ذلك نجحنا في تخطي هذه التجربة بشكل جيد، رغم بعض الضغوط التي كانت تأتي من هنا وهناك بهدف التأثير على الناخب، وتحويل الاتجاه إلى أحد المرشحين، وهذا ما حدث بالفعل ! الآن أصبح لدينا اتحاد جديد جاء ليخلف اتحاد عيد، وبات علينا أن ندعمه في بداية عمله، كما أنه من المهم أن نبتعد عن التشكيك في هذا الاتحاد بدءاً من رئيسه وانتهاءً بأصغر أعضائه، وأعني بذلك عدم تصيّد أخطائهم في مراحل سابقة، وأسوأ من ذلك العزف على ميول "الرئيس"، وكأنه قادم من كوكب آخر ! تجربتان انتخابيتان جاءتا برئيسين بخلفية أهلاوية وهما، أحمد عيد لاعب الأهلي ورئيسه وعضو شرفه السابق، والرئيس الحالي، عادل عزت الذي مارس لعبة كرة القدم في النادي الأهلي من خلال الفئات السنية، ويصرح بأنه عضو شرف فيه، وهذا يؤكد حضور النادي الأهلي في المشهد الرياضي من أعلى هرم لكرة القدم السعودية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل يعني وجود رئيس لاتحاد كرة القدم بميول أهلاوية، أن النادي الأهلي هو المستفيد الأول من ذلك ؟، بالطبع "لا"، والدليل اتحاد كرة القدم السابق برئاسة "الأهلاوي" أحمد عيد، وكيف أن الأهلي تضرر كثيراً من اتحاده ولجانه المختلفة، بل إن لجنة الاحتراف وجهت إساءة علنية للنادي الأهلي في خطابها الشهير، ومرّ الأمر مرور الكرام ! ولهذا أقول: إن صندوق الانتخابات لو لم يأت ب "عادل"، وقبله "عيد"، لأتى برئيسين آخرين بميول أخرى، ولربما كان وضع الأهلي أفضل من أن يكون "الرئيس" أهلاوياً، ومع ذلك أرى أن الأهلي وجمهوره لا يريدان من الرئيس الجديد لاتحاد كرة القدم أن يجاملهم على حساب موقعه، وهذا لا يمكن ان يطالبوا به، ولكنهم ينتظرون من "عادل" تطبيق "العدالة" ! وعلى الرئيس الجديد الذي بدأ مهمته يوم أمس، أن يبدأ بتقييم شامل لمرحلة الاتحاد السابق، ليقف على كل القضايا الشائكة والأخطاء التي ارتكبتها بعض لجانه، وفي مقدمتها الاحتراف، والانضباط، والتي وقف حيالها "الاتحاد" ورئيسه موقفاً سلبياً، الأمر الذي وتّر العلاقة بين الاتحاد والأندية، وهذا ما يجب أن يتنبه له الرئيس الحالي ! ولعل أكثر ما يخشاه عشاق الأهلي، أن يتسبّب الهروب من "الميول" في إيقاع الضرر بالأهلي كما حدث مع اتحاد "عيد"؛ بحجة أن "الرئيس" ليس محسوباً على الأهلي، وأن ميوله لا يمكن أن تؤثر في قراراته، وهذا ما قد يضع الرئيس الحالي في مواجهة مع إعلام الأهلي وجمهوره، والحلّ يكون في الرجوع إلى اللوائح وتطبيق العدالة ! … إلى اللقاء ،،، @abdullahshaikhi