كأن كل مشكلة كرة القدم السعودية هي في من يكون رئيس الاتحاد المقبل، الذي سيخلف رئيس الاتحاد المستقيل الأمير نواف بن فيصل، والإدارة الحالية الموقتة؟ ذلك أنه لم يمضِ على خروج المنتخب الأول من تصفيات كأس العالم سوى أيام، ومع ذلك تركنا الحديث عن المنتخب الذي يكرر إخفاقه، وذهبنا نتناول موضوعاً آخر. كانت ولا زالت قناعتي، بأن الوقت الآن ليس وقت الحديث عن المرشحين، وإنما هو وقت تصحيح الأوضاع، قبل أن ننسى بأن خروجنا هذه المرة كان من الدور الأول، كثالث مجموعة من أربعة منتخبات ليس بينها فرنسا أو البرازيل! لقد استقال رئيس الاتحاد، وتم تشكيل اتحاد جديد لتسيير الأمور حتى وقت الانتخابات المقبلة برئاسة رياضي خبير، يمتاز بفكر عال، وعلاقات مميزة، رسمتها سيرته الرياضية الطويلة. اليوم، والأستاذ أحمد عيد الحربي حارس منتخب المملكة وفريق الأهلي سابقاً، هو خير من يتولى المهمة، بصفته أحد الأسماء البارزة في تاريخ كرة القدم السعودية، وهو الآن أحوج ما يكون إلى وقفة الجميع معه، ودعمه بالنصح والتوجيه والدعاء. لقد تجاوزنا الاتحاد المكلف الحالي، وقفزنا من خلال إعلام المصالح ، إلى البحث عن المرشحين، والشارع الرياضي غير مهيأ الآن إلى كل هذا الاجتهاد غير الموفق، وتلك قضية أخرى لا يمكن فهم أهدافها وطريقة توقيتها. إن كرة القدم السعودية التي تخرج من أزمة، ثم تدخل في أزمة أخرى أشدّ منها، ليست بحاجة إلى أوصياء عليها، وليست بحاجة إلى تفريغ الساحة من أصحاف الكفاءات والرؤى الجديدة. ذلك ما أخشاه، طالما أننا لا نرى إلا أسماء معينة نقدمها في كل يوم إلى الأضواء، مع أنها ليست بحاجة إلى ذلك، فقد عملت في الوسط الرياضي، وأخذت فرصتها، وقدمت أفكارها، والبعض منها غادر الساحة، والبعض الآخر ما زال يعمل حتى الآن. ولعل من الأفضل لمستقبل كرة القدم السعودية، أن نؤجل الحديث عن الانتخابات والمرشحين، وأن نفتح المجال بعد نهاية الموسم الكروي لكل من يرى في نفسه القدرة على تحمل المسؤولية، ويستطيع تقديم ملف انتخابي يحمل أفكاراً تطويرية، بغض النظر عمن يكون! إننا أمام منعطف خطير، لا ندرك خطورته، فالمرحلة تحتاج إلى تضافر كل الجهود، لتصب في مصلحة كرتنا التي أضاعت الطريق، لنبدأ في رسم «خريطة طريق» جديدة لكرة القدم السعودية، بشرط أن ندعم اتحاد الكرة الموقت. [email protected] @abdullahshaikhi