ذات مرة قمت بزيارة خاطفة للعاصمة الرياض ، وحينما دخلت الفندق الذي حجزته (عبر إحدى تطبيقات الجوال ) حاملاً حقيبتي الساعة 12 ظهرًا تقريباً، كنت أتوقع أن أرى ابتسامة الترحاب على محيا موظف الاستقبال ! على الأقل .. ليس لأجل وجهي، إنما تقديراً للفلوس التي تعهدت بدفعها لحساب الفندق عبر بطاقتي الائتمانية ، ورغم ذلك تنازلت عن هذا الحق ، وتقدمت حتى أصبحت ملاصقاً للكاونتر ، ثم ألقيت التحية ، فلم يلتفت لي حتى ولو بنصف التفاتة!! وظل في تشاغله عني إلي أن أخبرته عن أمر حجزي المسبق عن طريق الإنترنت ، هنا التفت نحوي !! لكن بوجه كئيب – وأقسم لكم – قائلاً : و ما الذي أتى بك في الصباح ؟ نحن لا نسلم الغرف إلا بعد الظهر !! ثم عاد للتظاهر بأنه مشغول، وأشاح بوجهه عني ، تمعنت فيه قليلاً، ثم قلت له: لماذا تعاملني هكذا ؟ قال: هذا النظام. قلت: دعنا من النظام يا أخي .. أنت أنت ؟؟ لماذا أسلوبك هكذا ؟ النظام لا يجبرك أن تكون فظاً بهذا الشكل ؟ حاول مقاطعتي .. فقلت: اسمع .. أنا غير ملزم بنظامكم هذا؛ لأنه لم يكن واضحاً في شروط الحجز على التطبيق .. الغ الحجز أو استدع لي المدير هنا ، وإذا بزميل له يخرج من غرفة داخلية يتجه نحوي، ثم قال: حقك علينا … ثم حمل حقيبتي وقال: لو سمحت، اجلس في الردهة هنا ريثما أتمكن من حل المسألة ، عاد للموظف وتهامسا قليلاً ثم ذهب ، وقبل ذهابه التفت لي وقال: أبشر، أمورك انحلت ، وبعدها بقليل استدعاني ذلك الموظف باسمي المجرد : عبدالرحمن .. تعال ، ذهبت قال : بسرعة، هات بطاقتك .. بسرعة وقع هنا .. خذ هذا مفتاح غرفتك .. الدور الثاني غرفة 308 ؟ أخذت المفتاح، وأنا منزعج جداً ، فلأول مرة أرى طريقة استقبال كهذه، لكن أتدرون ما الذي أزعجني أكثر ؟ أن ذلك الموظف واحد من الشباب السعودي الذين لطالما كتبنا عن حقهم في التوظيف ، لقد أدركت حينها كم كنا نقسو كثيراً على الشركات لتوظف أبناءنا العاطلين في الوقت الذي لم نزل نتجاهل فيه الكثير من التفاصيل حول المسألة ، لعل أبرزها هذا الأسلوب في التعامل مع العملاء ، بعد هذا الموقف لا أظنني سألوم من يتردد ألف مرة كلما تقدم له أحد الشباب طالباً العمل في منشآته. خاصة ( وركزوا على ما بعد خاصة ) أن موظف الاستقبال (الوافد ) الذي يعمل في مناوبة المساء كان يختلف اختلافاً كلياً عن ذلك الشاب السعودي؛ دماثة وخلقاً وحسن ملفظ . على كلٍ .. أرجو أن تكون هذه الحالة فردية لا تمثل إلا نفسها ، فلا زلت أثق كثيراً بابن الوطن .. ودماثة ابن الوطن .. ولباقة ابن الوطن . [email protected] twitter: @alshehri_ar_zaf مرتبط