ليست مبالغة إن قلت إن السعوديين أكثر من يضعون (هاشتاقات) في تويتر ، ولا أبالغ إن قلت أيضاً أن معظم تلك (الهاشتاقات) تافهة بالمقارنة مع ما نعيشه اليوم من توتر سياسي جراء الأزمات السياسية والاقتصادية المحيطة بنا ، والمؤسف في هذه الوسوم التي نصنعها ونتهافت إليها أنها هي ذاتها المانشيتات المسيئة لنا في الصحافة العالمية ، إن رددنا عليها وكذبناها قالوا هذا ما وجدنا عليه مجتمعكم وتويتر شاهد عليكم ، وإن صمتنا فكأنما نقر بها وبمصداقيتها . وما أكثر خصومنا اليوم في ميادين الصراعات الدبلوماسية الذين نخدمهم بسذاجتنا في مثل هذه الوسوم ، لقد بات أكثرهم سميراً لنا في مواقع التواصل آناء الليل وأطراف النهار ، منهم من يؤجج بعضنا على بعض ، ومنهم من يرصد كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة تهديها لهم أقلامنا كشواهد للنيل من ترسانة الثقة الدولية التي لم تزل تحظى بها السعودية في العالم ، سواء على صعيد الحريات الأساسية أو حقوق الإنسان ، الأمر الذي لا أرى أكثرنا يكترث له ويتنبه إليه . إن معظم ( الهاشتاقات ) التي ننشئها في تويتر بكل أسف ليست مما ينبغي تصديره للعالم على أنها عناوين لأبرز قضايانا ومشكلاتنا ، فالعالم ليس كله محب لنا ومنصف لقضايانا ؛ بل فيه الحاقد والحاسد والكاره كذلك ، فإذا كان هذا هو شأن العالم فكيف لنا أن نتوهم بأنه قد يهتم بحل صراعاتنا الفكرية ومناكفاتنا الشخصية ؟ هو لا يهتم لكل هذه الأمور وإن تظاهروا خلاف ذلك ، كل همهم هو تسجيل كل ما يراه خرقاً لما تعهدت به بلدنا في المواثيق الدولية ، إذ كل ( هاشتاق ) يصورنا عنصريين أو متطرفين يتلقفونه ثم يضخمونه لتغدو نقطة علينا هناك ، كذلك الطائفية والتمييز ضد المرأة وحقوق الأقليات وكل ما يدندن عليه المناوئون ويراهن عليه المتربصون ببلدنا في العالم … إن لم نكن حذرين في التعاطي مع هذه الوسوم ونقلها للعالم بشكل واع فستتحول كل هذه التفاهات الصغيرة إلي نقاط ابتزاز ضدنا ، الأمر الذي قد يعود بالضرر على مواقفنا السياسية وحروبنا الإعلامية الدائرة بيننا وبين بعض القوى الإقليمية حولنا ، لذا ينبغي الحذر مما نقوله ومما نكتبه ، فللمرحلة حساسيتها التي لها مقتضياتها واعتباراتها الاستثنائية ، فإن لم يكن وجه الوطن ووحدته وسلامة مواقفه هاجسنا اليوم فلا أظننا قد نجد الوقت الكافي للندم غداً ؟ @ad_alshihri [email protected]