* إذا قلنا إن الأفعال الحسنة هي تلك التي تؤدي الى نوازع الاحترام بالواجب الملقى علينا.. فحق لنا ان نتساءل عن الواجب نفسه.. او لسنا نلاحظ من تجاربنا لمعرفة هذا الواجب انه ضروري بالنسبة لأوامر الأخلاق بين فرد وآخر..؟! او يخيل للبعض انه قد يكون مجرد وهم أو رأي خاطئ او فكرة زائفة؟! * لذلك فان مشكلة الكثيرين منا تقوم على انهم لا يريدون ان يعرفوا واجباتهم الانسانية تجاه الآخرين.. بل قل انهم لا يستطيعوا ان يتفهموا تلك الواجبات الانسانية التي تفرضها عليهم اخلاقياتهم تجاه بعضهم البعض.. ومهما يكن من شيء فان اخلاق الواجب بين فرد وآخر تحتم عليه ان يكون ذا خلق رفيع، وان يترفع عن الاشياء الدنيئة التي تلحق به ككائن انساني يتمتع بصفة الانسانية على نحو ما تعبر عنه اخلاقه. * ولعمري.. فالانسان هو الدعامة الحقيقية للأخلاق.. فكيف إذن لا نقوم اخلاقنا التقويم السليم الذي ينطبق وما جاءت به العقيدة الاسلامية السمحاء.. والنفس الانسانية مرتكزة في افعالها واعمالها على المبادئ الانسانية الحقة التي تسعى دوما نحو إسعاد الآخرين.. ورسم الشفاه الباسمة على محيا الجميع. * والواجب .. يهيب بنا دوماً ان نقدم على اداء الفعل الصحيح والسليم بجانب البعد عن طرق المصاعب والحاق الاذى بالآخرين.. وليس معنى ذلك ان ندعو الى التشاؤم لان بيننا من يسعى الى خلق مثل تلك المتاعب.. او ان نثبط من هممنا.. إنما كل ما هنالك ان نرى العالم على ما هو عليه بالفعل.. وأن نعي ان هناك اختلافاً بين ذوات الإنسان ككل.. منه من يسعى الى تدمير ما تقوم به. ومنهم من يسعى لحفاظ على مقدراتك ومنهم من يسعى الى بذر وزرع الأشواق في طريقك. وهكذا دواليك.. وفوق كل ذا وذاك علينا ان لا نحكم على افعال الآخرين بطرق لا خلاق فيها.