كما للذنوب صِفاتٌ..(صغائر وكبائر)..وكما تتعاظمُ عُمْراً وزماناً ومكاناً..فَلَهَا أيضاً مراتبُ ظَرفيّة. (فالذنبُ المُستَتِرُ) إنكسارٌ من العبْد وستْرٌ من الخالق. فَإِنْ جاهر به ضاعَفَ سيّئاتِه منه أضعافاً كثيرةً..فقد خالطَه (إعتدادٌ بالذنب) و (نشْرٌ له) ليَشيع و(كِبْرُ نَفْسٍ) لتُقْتَدى و(سوءُ أدبٍ) مع الستّارِ وهو أرْداها..فلْيَحسِبْ عدَّادُكَ مُضاعفاتِ (مُجاهَرةٍ) لا تُلْقي لها بالاً. تَلَذَّذْتَ بذنبٍ (مَستور)..ثم تُرديكَ (المُجاهرةُ) أضْعافَ ما يُرْديكَ الذنب..أَأنتَ عاقلٌ أَمْ أحمق لتُجاهِر به.؟. وأمْحَقُهُ مرتبةً أن (يَأْمَنَ) المُذنبُ العقوبةَ رغم (ذنْبِه) و(مُجاهَرتِه). هنا يَرْتَبِكُ عدَّادُ سيئاتِكَ بمضاعفاتٍ خياليةٍ جديدةٍ..(فأمْنُ العقوبةِ) من المَعْنِيِّ، وليِّ أمرٍ أو أُسرةٍ أو هيئةٍ أو دولةٍ، يُشْرِكُه معكَ في الجَنْيِ مع إحتفاظكَ ببَراءَةِ الإختراعِ و نسبةِ حافزٍ تَستحقُّانِه عن كلِّ ذنبٍ مُماثلٍ يَقترفُه من سمع أو شاهد مُجاهرتَكَ و أمِنَ عقوبتَها..تماماً كما أذْنَبْتَ..فأمِنْتَ..فنِمْتَ. إنما هي صحائفُكُم مَعْشَر (المُذْنبين)..و(المُجاهِرين) ورُعاةِ أدواتِ الجَهْرِ..و(المُؤمَّنين) و (المُؤمِّنين) لهم بفِعْلِكُم "آمِينَ" عن جِناياتِهِم..فسَوِّدوها قليلاً أو كثيراً أو مَقْتاً أكيداً عن ذنْبٍ واحدٍ تَتَدافَعون مَراتبَه.