حذَّر أكاديمي متخصص في الدراسات الإسلامية من المجاهرة بالمعاصي والذنوب لأنها من الأمور الخطيرة التي قد يرتكبها بعض العصاة والمذنبين , مشيراً إلى أن المجاهرة بالمعاصي سلوك ضل صاحبه عن سواء السبيل واتبع الهوى وبغى وطغى. وقال د. عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين استاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بالأحساء في حديث ل«الجزيرة» إن عاقبة تلكم المجاهرة وخيمة في الدنيا والآخرة، فكما قال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (40) سورة العنكبوت وإن الإنسان الذي يرتكب ذنبا ما في خلوة من الناس ونحوه، وقد ستره الله - عز وجل -، فكيف يجرؤ على إعلان ذنبه ومعصيته دون حياء من الله أولا، ثم من الخلق ثانيًا، بل كأن المجاهر يدعو الآخرين إلى المعاصي والذنوب وترغيبها لهم واستهانة بعظمة الله سبحانه، وكما قيل في المعاصي اليسيرة فضلا عن الكبيرة: (لا تنظر إلى صغر معصيتك، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت)، فكيف بمن ربما يرتكب الموبقات؟ وإذا به يُعلن ما ارتكبه من موبقات في الخلق علانية، مع أن الواجب الشرعي المتعين به وبكل مرتكب لمعصية ما أنْ ينهى غيرَه من اقترافها مع أنه مرتكب لها. ويأتي تحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من المجاهرة بالذنب والمعاصي بقوله: (كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرَّجلُ بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويُصبِح يَكشفُ سترَ اللهِ عنه) رواه البخاري ومسلم، قال ابن حجر: والمجاهِر هو الذي أظهر معصيتَه، وكشف ما ستَر الله عليه، فيحدِّث بها، أما (المجاهرون) في الحديث الشريف فيحتمل أنْ يكون بمعنى مَن جَهَرَ بالمعصية وأظهرها، ويحتملُ أن يكون المراد الذين يُجاهِر بعضهم بعضًا بالتحدُّث بالمعاصي. . ونذكر دوما بأن على المسلم المبتلي بالمعصية أن يستتر بستر الله تعالى عليه، وأن يبادر بالتوبة النصوح.