ما ذلَّ المسلمون إلّا بتفريطهم، في علاقتهم بالله. ركَنَ (بعضُ الحكام) لسلطاتهم و إقتصاداتهم و جيوشِهم. فظنوا أنما أوتوها "على عِلمٍ". فساقَهُم هوى أنفُسٍ أمارةٍ بالسوء للإستعلاء و الظلم. و حرّضَهُم الغرب و الشرق على ذلك، مُطبّلين (لفكرهِم النيّرِ)، مع يقينِهِم أنه (ضلال). كان هدفهم (إنسلاخ الحكام) من علاقتهم بالله، حتى لو إستمروا في (شعائر ظاهرية) لا يقيمون روحها. ثم غزوا (المحكومين) بشتى أصناف الغزو الديني و الأخلاقي و الترويحي، ليُضيعوا وقتهم في سفاسفِ الأمور فتُدمّر قِيمُهُم و تذبل هممُهُم و تتشوّش عقولُهُم و تتنافر أهدافُهُم. أوهَمَ أعداؤنا الغربَ و الشرقَ كذباً أن (الإسلام) أكبر أخطارهم. و لما (أيْقَنوا) ألّا يَقْوونَ على (محاربته) إستبدلوها (بمحاربة المسلمين). ليس قمعاً و تنكيلاً فحسب. بل بالأشد وَقعاً و الأمضى بأساً..غزوٍ فكريٍ و إعلاميٍ و سياسي..بأيدي أبنائه المسلمين بعد غسلِ أدمغةِ بعضهم و شراءِ ذممِ آخرين بالمال و الشهوات. أصبحت الشعوبُ في (حيرة)..بعض حكامها في وادٍ..و أبناؤها (لسانُ ضلالٍ) أو (فكرُ إنحرافٍ) أو (جهودُ تَفتيت). أما (عقولُهم) فَمَمْسوخة..و (قلوبُهم) قلوب ذئابِ الغربِ و الشرقِ و حيّاتِه..إن كانت للحيّاتِ قلوب.