"إن رَبِّكَ لَبِالمِرصاد". تنبيه إلَهِيٌ لكل مسلمٍ..قويٍ أو ضعيفٍ. فيا أيها القويّ..لا تعتدَّ بقوتكَ جاهاً أو مالاً أو نفوذاً..لن تبلغَ قوَّةَ عادٍ التي "لم يُخْلقْ مثلُها في البلاد" ولا "ثمود الذين جَابُوا الصخر بالواد" و لا "فرعوْنَ ذي الأوتاد"..كُلُّهُم ظلموا دُعاةَ الحقِّ المؤمنين..فكان الحَكَمُ العدلُ بالمِرصادِ لهم ولجُنْدهِم وأشْياعِهِم..فإذا عِزُّهُم ذُلٌّ وسَطْوَتُهُم هَوَانٌ وقصورُهُم خَراب. أما أنت أيُّها الضعيف..فارْكَنْ إلى بارِيكَ يَنْصرْكَ..إستعِنْ به يَرفعْ مَظْلَمَتَكَ..أُدْعُهُ يُجِبْكَ. وتَذَكَّرا، كِلاكُما القويُّ والضعيفُ، وَعْدَ "إن رَبِّكَ لَبِالمِرصاد". فهو للقويِّ العاقلِ سَدٌّ عن الوُلُوغِ في المظالمِ و البطش. وهو للضعيفِ المُضامِ تَسْليةٌ بنصرٍ قريبٍ و فَرَجٍ مُحقَّق.