عجيبٌ أمره. كلما عَلَتْ سطْوتُه، مالاً أو جاهاً أو سلطاناً، كلما بطَر وبطَش. لا يردعه (علمٌ) عن غواية. و لا يُقيّده (ورعٌ) عن جناية. و لا تَحجُزُه (حكمةٌ) عن ظلم. هو (عالمٌ) بالأحوال و المَآل، (حصيفٌ) في الأقوال و الأفعال، (حكيمٌ) في التدبير والامتثال. لكن نقطةَ ضعفه أنه تَوهّم أنْ بينه وبين الله نسباً، فلن يحاسبه كبقيةِ خَلْقِه. كأنَّ سطْوةَ الدنيا ستتكرر بالآخرة. أو كأنَّ مَكْر الله سيحيق بالآخرين دونه. أو كأنَّ الأيام لا تدور ولا تَدول. إنه كلُّ نفسٍ ظَلَمتْ، أو بطَشَتْ، أو اغتصبتْ، أو اختلَستْ، أو أضاعتْ، أو خانَتْ، أو خَذَلتْ. لقد تَدثّرتْ بالأيام..و المُتدثّر بالأيام عريان. Twitter:@mmshibani