( أهلاوي والكأس أهلاوي .. في القمر والشجر أهلاوي .. وفي الروابي الخضر أهلاوي ) كلمات رائعة أنشد بها الشاعر المتيم ولحنها الماهر طلال باغر وغناها فنان الأهلي عبادي الجوهر كل كلمة في هذه الأغنية تجلت بكل معانيها وحروفها لليلة الأحد الماضي التي تجلى بها سفير الوطن وقلعة الكؤوس ورددتها جماهيره طويلاً وهي التي أبهرت كل الرياضيين بوقوفها مع فريقها في كل الظروف ودعمه في كل زمان ومكان ورغم غيابه الطويل عن بطولة الدوري إلا إن ارتباط الأهلي بجمهوره أكبر من البطولات والكؤوس هو غرسه وانتماء يكبر مع العمر ولا يصغر أو كما يحب أن يردد الأهلاويين بأن عشق الأهلي بنسبة لهم جينات وراثيه يصعب تغيرها مهما كانت ظروف ناديه فهم خلفه في الشدة والرخاء وآن لهم أن يفرحوا كثيراً في هذه الأيام رخاء الأهلي وسوروه فاهو معشوقهم يعيد لهم كتابة التاريخ من جديد فبعد أن كان الكثير منهم يستمعون روايات ابائهم وأقاربهم عن حكايات الأهلي وملاحمة البطولية ويمر بالذكر موسم (1978) التاريخي الذي جمع به الدوري مع الكأس هاهو موسم الأفراح يعود مع جيل السومه والجاسم والمؤشر ورفاقهم الذي يقودهم السويسري كيرستيان جروس ويجمع الأهلي في أقل من شهر بطولة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين بعد غياب استمر (32) عام مع كأس خادم الحرمين الشريفين لتكون فرحة العودة تاريخية وذهبية فالكبير لا يعود إلا من الباب الكبير . قصة ليلة الاثنين الماضي كانت من روايات ألف ليلة وليلة فالمكان فراعي كبير حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والمكان فخم ملعب الجوهرة المشعة والحضور بهيج والمباراة كبيرة وماراثونية ولكن كان لابد من تلك الليلة البهيجة عريس وعندما يذكر هذا الاسم تتجه الأنظار لعريس الأهلي عمر السومه الذي تجلى كعادته في المباريات الكبيرة وحضر عنفوانه مع باقي زملائه فأرسل رأسية في شباك النصر تقدم بها فريقه وفي الدقيقة (114) لدغ كرته التاريخية في مرمى منافسة واطلق العنان لكتابة عنوان الفرحة الكبيرة في مدرجات الجوهرة وفي مدينة عروس البحر الأحمر التي شهدت زفات جماهيرية في عدة مناطق منها فمنهم من اتجه للفرق على الكورنيش ومنهم من عمل المسيرات رافعين الإعلام الخضراء في شارع التحلية ابتهاجاً واحتفالاً بعريس لليلة الختام الملكي . موقعة جوهرة العروس رغم صعوبة المباراة دخل الأهلي والارهاق الذي صاب اللاعبين طيلة الموسم بينما المنافس النصر كان أغلب الموسم مرتاح فلم يكن منافساً على البطولات وخروجه المبكر من كأس ولي العهد وبطولة دوري أبطال آسيا أرحه من النواحي اللياقية والفنية وهو ما كان يخشاه النقاد الأهلاويين إلا أن الدعم الجماهير الكبير والهدير العالي الذي كان يعلو من مدرجات لون الحياة بالجوهرة كان له أكبر الأثر لظهور لاعبين الأهلي وحرث الملعب طول وعرض والضغط من بداية المباراة على مرمى النصر حتى سجل الفريق هدفه الأول عن طريق الماركة العربية المسجلة عمر السومه وفي الشوط الثاني بدأ الجهد البدني يظهر على اللاعبين فسجل النصر هدفه الوحيد عن طريق لاعبه البديل أحمد الفريدي لتتعادل الكفة بين الفريقين لتتجه المباراة إلى الاشوط الإضافية والتي كانت اشواط مدربين بالامتياز تميز من خلاله السويسري كيرستيان جروس في آخر معاركه مع الأهلي والذي صنع منه فريقاً لا يقهر ففاجأ الأسباني كانيدا باللاعبين البدلاء الحيويين وطبق لاعبين فرقة الرعب تكتيك مدربهم باحترافية عالية مع انضباط تكتيكي وتركيز عالي يعطي الأهلي الأحقية الكاملة بالفوز وخطف الكأس الغالية وقلب الملكي الطاولة وأصبح من يتحكم في سير المباراة حتى الدقيقة (114) التي أعلنت من قدم السومه أن الأهلي بطلاً لكأس خادم الحرمين الشريفين للمرة الثالثة عشر في تاريخه العريق . الرئيس يحتفل مع الجمهور بالكأس والدوري زحفت جماهير أهلاوية كبيرة نحو معقل النادي الأهلي على شارع التحلية وامتلأت جنبات ملعب الأمير محمد العبدالله الفيصل بنادي بالجماهير الحاضرة من قبل صلاة العشاء لمشاهدة نهائي كأس الملك عبر الشاشات العملاقة التي وضعتها الإدارة الأهلاوية في وسط الملعب ومع نهاية المباراة ازدادت تلك الجماهير كثافة وكانت الطرق المؤدية إلى النادي في حي الرحاب مزدحمة بالسيارات وأظهرت الجماهير تقليعات جديدة منها قناع على شكل وجه السومه وظهرت البشوت الخضراء في مدرجات ملعب النادي وكان الملفت وجود بعض الجماهير من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي قدموا لفرحة بفريقهم ومشاركتهم لاحتفالاته وفي تمام الساعة الثانية صباحاً دخل رئيس النادي مساعد الزويهري يرافقه خالد المطرفي عضو مجلس الإدارة والمشرف على الألعاب المختلفة بالإضافة للاعبين إسلام سراج وصالح العمري ومعهم كأس خادم الحرمين الشريفين ليطوفوا به على الجمهور الأهلاوي الذي ظل يردد اهازيجه الجميلة قبل أن يحتفل الرئيس ونائبه بكأس الملك وكأس الدوري سوياً مع الجمهور الأهلاوي . كرنفال على كورنيش العروس ما حصل على كورنيش العروس بعد الفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين وجمعه مع بطولة الدوري كان بمثابة كرنفال أهلاوي كبير فقد اكتست الشوارع باللون الأخضر والجميع من شباب وصغار وكبار السن وحتى النساء لا يتحدثون في شوارع العروس إلا عن الأهلي وكان الانطلاقة ملعب الجوهرة المشعة شمال مدينة جدة حتى شارع التحلية مقر النادي الأهلي واحتفلت جماهير الكبيرة ورددت الأهازيج الأهلاوية الشهيرة ورقصت المزماز حتى ساعات الصباح الأولى ابتهاجاً بهذا الفوز التاريخي الذي أعاد لهم ذكريات مضت من (38) عاماً بجمع أغلى بطولتين محلية فرحة هستيريه كانت في كورنيش جدة وما ميز فرحة الكورنيش مشاركة الكثير من صغار وكبار السن على سواء والعديد من العوائل وخاصة زوار جدة خاصة المستمتعين بإجازة الصيف والذين شاركوا جماهير الأهلي فرحتهم خاصة على الكورنيش وكانت التقليعات الأهلاوية في غاية الروعة على السيارات وكذلك الألبسة والتشيرتات والأعلام الكبيرة التي تزينت بها السيارات والجمهور وحمل علم ( أخضر وأبيض ) كبير والسير به على الكورنيش مما أضفى روعة على طريقة التشجيع التي عمد إليها الجماهير الأهلاوية ولقيت استحسان وتفاعل من كل المتواجدين حينها لتنزه بالكورنيش . كأس الملك لعبة الملكي التاريخ يقول أن بطولات كأس الملك هي فن لا يجيده إلا الملكي الذي استلم الكأس من معظم الملوك وهذا منجز وفخر يردده كل أهلاوي فهذه البطولة التي يطلق عليها السعوديين أغلى البطولات تحتفي بالأهلي في كل أوقاته وظروفه ففي أوقات الشدة هي من تقوية وتعيده لنبض الحياة وفي أوقات المنجزات هي من تضفي رونق الجمال لمتحفه فقد تلقب بقلعة الكؤوس بسبب منجزاته الكبيرة تحديداً في هذه البطولة وبفوزه أمس الأول على فريق النصر وتتويجه بقلب كأس خادم الحرمين الشريفين ولأول مرة يستلمه من يد الملك سلمان يكون الراقي وصل لرقم قياسي في تحقيق هذا المنجز الغالي والكبير ل (13) مرة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه وبدأ الأهلي تحقيق هذه البطولة لأول مرة منذ زمن بعيد وكان ذلك عام (1962)م واستمرت المنجزات في الأعوام (1965، 1969، 1970، 1971، 1973، 1977، 1978، 1979، 1983، 2011، 2012، 2016 ) . الداهية الأصلع يضبط ساعة الأهلي لعبها صح الداهية السويسري كيرستيان جروس مدرب فريق الأهلي الأول لكرة القدم وقدم نفسه واحداً من أعظم المدربين الذي تعاقبوا على تدريب قلعة الكؤوس التي جلبت أعظم مدربين الأرض إليها ومن ينسى البرازيلي ديدي ومواطنه سنتانا إلا أن هذا السويسري ضبط ساعة الأهلي وعقاربها على طريق الإنجازات والانتصارات وتحقيق الطموحات والتغلب على المستحيلات وضع أسمه وأسم بلده ضمن أفضل المدربين الذين قدوا لنادي الجداوي العريق ورغم الطريقة وصنع في موسمين فريق لا يقهر على صعيد الإقليمي ورغم هذه النجاحات الكبيرة التي حققها الأصلع الأوربي الأنيق ما يجعل رحيله عن أسوار القلعة محزناً في موسم لا يوجد للحزن باب بين الأهلاويين وتمسكت الإدارة بالمدرب وقدمت له كل العروض إلا إن رغبته وظروفه العائلية اجبرته على الرحيل عن فريق عندما وصل له جاء بهدوء وانتقاد وبرحيله كان الصخب والجنون وضع بصمته الفنية وحقق مع الأهلي كل البطولات المحلية كأس خادم الحرمين الشريفين ودوري عبداللطيف جميل للمحترفين موسم (2016)م وكأس ولي العهد موسم (2015)م ولعل تحقيقه لبطولة الدوري بعد غياب الثلاثة عقود هي من جعلت من السير السويسري أيقونة لن ينساها الأهلاويين مر تاريخهم الكبير .