قدمت الدكتورة سمية السليمان عضو هيئة التدريس في كلية التصاميم ووكيلة الكلية للجودة و التطوير والاعتماد الأكاديمي بجامعة الدمام وعضو المجلس البلدي لأمانة المنطقة الشرقية ، بحثا بعنوان " المحافظة على التراث العمراني في الدرعية " و ذلك ضمن مؤتمر جمعية مؤرخي العمارة السنوي في دورته التاسعة و الستون و المنعقد في مدينة باسادينا لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية الاسبوع الماضي. و تناولت د. السليمان في بحثها العلمي تاريخ تطور المحافظة على التراث من خلال النظر في السياسات و الإجراءات عبر السنين و ذلك باستعراضها التغيرات التي طرأت على الدرعية التاريخية كما تطرقت د. سمية لتاريخ الدرعية كعاصمة للدولة السعودية الأولى ورمز وطني تاريخي كونها من أهم الأحداث التاريخية التي مرت بها و شرحت أهم معالمها من قصور ومساجد و أسوار. و طرحت د. السليمان بحثها في جلسة متخصصة عن المحافظة على التراث العمراني في الشرق الأوسط حيث تميز بحثها بالنظرة الإيجابية للمكون السياحي في المشاريع التراثية على أن الاستخدام هو ما يحيي المكان و يسمح لمرتاديه بامتلاكه و جعله جزء من حياتهم مما له الأثر الإيجابي في الاستشعار بالانتماء والفخر . والتخوف الأكبر عالميا من دخول السياحة على مواقع التراث يكمن في فقدان تلك المواقع لأصالتها بسبب التغيرات التي تطرأ عليها لجعلها مناسبة للاستخدام و هذا ما تم حله بوجود حي البجيري كمكمل لحي الطريف. وقالت د. سمية أن حماية الدرعية التاريخية تمت عام 1972 و ذلك تماشيا مع نظام الآثار و كانت وقتها تحت إدارة قسم في وزارة المعارف. تلا ذلك شراء الملكيات الخاصة في الثمانينات و ترميم عدد من القصور بشكل فردي في التسعينات. وفي 1998 جاءت الموافقة السامية لتطوير الدرعية كمتحف حي و مكان سياحي و كان عام 2010 أن تم إدراج الطريف في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وأشارت الدكتورة السليمان أن الدرعية تعتبر من الحالات الدراسية المثيرة للاهتمام خصوصا لتفهم تطور سياسات و ممارسات المحافظة على التراث العمراني في المملكة و ذلك حيث توالت عليها عدد من الجهات أبرزها الهيئة العامة للسياحة و التراث الوطني و التي بدورها تطورت كثيرا عبر مسيرة الخمسة عشر سنة الماضية كما أن الدرعية دلالة لنظرة المملكة في التكامل ما بين الجانب التاريخي في المحافظة على العمران و الجانب السياحي الحيوي الذي يحيي تلك المواقع و ان هذا التوازن هو في الغالب صعب التحقيق إلا أن الدرعية تميزت بالمحافظة على جوهرها التاريخي في حي الطريف و أحيته دون الضرر به من خلال دعمه بتطوير حي البجيري كمكمل للتنمية التراثية السياحية. فيما نوهت الدكتورة سمية الى أن الدرعية موقع غاية في الأهمية من حيث دوره في التحقيق الجزئي لرؤية المملكة 2030 و التي تضمنت أهمية المحافظة على الهوية الوطنية و إبرازها و التعريف بها و نقلها إلى الأجيال القادمة كما تضمنت الرؤية هدف إحياء مواقع التراث الوطني و العربي و الإسلامي و تمكين الجميع من الوصول إليه و الوصول إلى تلك المواقع الأثرية كان فعلا أمرا أثاره عدد من الحضور حيث أبدوا رغبتهم في زيارة المواقع التراثية في المملكة . يذكر ان جمعية مؤرخي العمارة تأسست عام 1940 في جامعة هارفارد و هي تعنى بدراسة و تفسير و المحافظة على العمارة و التصميم و عمارة البيئة و العمران حول العالم و لصالح الجميع ومؤتمر مؤرخي العمارة الذي استمر على مدى خمسة أيام هو الأكبر من نوعه حيث قدم فيه 213 بحث علمي ضمن جلسات متخصصة. كما صاحبه عدد من اجتماعات الطاولات المستديرة بين جمعيات علمية و دور نشر و باحثين بالإضافة إلى 14 رحلة علمية ذات علاقة بتاريخ العمارة في محيط منطقة لوس انجلوس كذلك صاحب المؤتمر معرض للكتب من قبل كبريات دور النشر في مجال النشر المعماري.