الكوارث الطبيعية ليست بأيدينا .. ولايمكن السيطرة عليها .. لكن هناك كوارث بصنع أيدينا .. وتداعيات مالية تفرضها ظروف محيطة بنا .. ولم يكن لنا يدٌ فيها .. فالشركات تعمل وتخطط لمستقبلها .. وترعى حقوق مالكيها .. ومساهميها .. وموظفيها .. وعملائها .. وهؤلاء هم الهدف الرئيس لإقامة علاقة قوية .. وثقة كبيرة.. وتقدم ونجاح .. وإدارة وأرباح .. وتسير الشركة ضمن مخططاتها .. وتتأصل فيها الثقة .. لتصبح من الشركات الناجحة وعليها العين .. وتتعرض لبعض النكسات .. وتتعثر فيها بعض مشاريعها ..لكن هذا لايمنع تقدمها .. فقد كان للمخاطر المحتملة حساباتها .. وهناك ما يُعوّض هذا التعثر أو الخسارة .. وعندما تتعرض الشركة لكوارث خارجية ليس لنا يَدٌ فيها .. ولايمكن أن تتعامل مع تلك الصعاب والعراقيل .. فإن أول من يتخلى عنها عملاؤها .. وتنخفض بذلك القوة الشرائية .. وينخفض الدخل .. ويبدأ التذمر من المنتسبين إلى الشركة التي تخطط للاستغناء عن بعضهم .. وتأخير رواتب الآخرين .. أو تخفيض حوافزهم .. فيهاجرون إلى شركات أخرى تستقبلهم إن وجدوا لذلك سبيلاً .. ويأتي دور المساهمين الذين لم يحصلوا على أرباح .. أو ربما تنخفض قيمة أسهمهم في التداول .. فيلقون اللوم على الإدارة وقدرتها على أن تكون مبدعة في الخروج من الأزمة .. ويبدأ مَالِكُو الشركة في بيع أسهمهم .. هرباً من خسائر أكثر .. وتبقى الإدارة العليا " وهي غالباً ما تكون من كبار ملاك الشركة " في حيرة وتخبط .. محاولين الإنتقال من مشروع إلى آخر .. ربما يكون مُنْقِذاً لوضع شركتهم .. خلال تلك المحاولات .. تكون طامة أخرى .. فهي تشبه من يسبح في جو متلاطم الأمواج .. ويحاول إنقاذ نفسه بأي شيء يراه .. فيغوص به في أعماق بحره المتلاطم.. ويجد نفسه في دوامة أخرى .. بعد أن كانت الشركة محتضنة للأيدي العاملة .. أصبحت مساهمة في البطالة .. وبعد أن كانت ملتزمة بدفع رواتبها وحوافزها .. أصبحت تتطلع إلى قروض ربما تكون مُرهقة .. أو مخالفة لتوجهها .. لتُرضي مساهميها وملاكها .. وبعد أن كانت رائجة في عملها وتقدمها .. أصبح إلتزامها بتنفيذ القوانين والأنظمة لتزامات التي تُفرض عليها .. وعلى غيرها .. ماذا تفعل الشركة في هذه الحالة التي وصلت إليها ؟؟.. إن توقفت .. بدأت في الإنهيار .. وإن تحركت .. بدأت في الغرق .. وفي حال وصلت الشركة إلى ماذكرت .. تبدأ النظر في أصولها للإستفادة منها بالبيع .. ومن ثم الإستئجار .. إلا أن هذا يوفر سيولة نقدية إن حصل .. فقد تقوم بتخفيض رأسمالها من حصيلة بيع أصولها .. وإعادتها إلى مساهميها .. لايمكن الرجوع إلى الوراء .. وربما تتحفظ الشركات العائلية لتحولها إلى شركات مساهمة .. وربما تعود بعضها إلى شركات خاصة .. إنني أرى بخبرتي .. أن هناك أملاً في شركات الرعاية الصحية، والتعليمية، والغذائية.. بشرط مساهمتها في تحفيز الشركات الصغيرة .. وإدخالها في بعض أنشطتها .. سيتحول السوق إلى شركات صغيرة .. تبدأ في تلبية إحتياجات المجتمع .. وكان الله في عون محلات التجزئة .. حتى يعود المستهلك .. الذي يشكل العصب الرئيس في صنع الأسواق والإقتصاد .. سيكون المستقبل مختلفاً .. سيقف الدعم .. وتفرض الضرائب .. وتتعقد الإستدانة.. والأعباء ستكون أكبر .. ومن بدأ بنفسه وعائلته .. فأكل وشرب ولم يسرف .. فقد فاز .. [email protected] فاكس:6514860