ارتأت (البلاد) أن تقف على بعض المنغصات التي يعاني منها سكان محافظة جدة في الأحياء الشعبية لطبيعتها الجغرافية من حيث قابليتها لوجود عدد كبير من العمالة المخالفة التي اسهمت في خلق عدم راحة للمواطنين ولعل حي المصفاة المعروف باسم الكرنتينة يتصدر القائمة من حيث المخالفات على الأرض. واتفق سكان الأحياء شرقا وغربا وجنوبا ووسط البلد على أن البطء في تنفيذ عمل الصيانة أحيانا يفاقم من تمدد الحفريات وتتحول إلى مصائد لمركباتهم وتخلق نوعا من الزحام المروري. وطالب سكان الأحياء والشوارع التي مازالت متضررة الأمانة بسرعة التحرك وتكثيف العمل؛ لتدارك الوضع السيىء من الحفريات والشروخ والانكسارات والانخفاضات والارتفاعات في شوارع وطرق جدة، ووضع حلول جذرية واصلاحها جيداً وردمها وسفلتتها لأنها باتت تهدد صحة السكان وتضيق أنفاسهم وتتلف مركباتهم، وتتسبب أيضاً في عرقلة الحركة المرورية كما شكلت معاناة كبيرة لقائدي المركبات والمشاة. وطالبوا بإزالة أكوام التراب الذي يسبب الغبار، وبناء وتشييد الأرصفة التي تهدمت، وإصلاح الإنارة والرش بالمبيدات الحشرية، وإزالة المياه الراكدة واصلاح بؤرها وتعليق لافتات على الأماكن الخطرة، والاماكن التي يجري العمل فيها وتستغرق وقتاً طويلاً، كما طالبوا بضرورة مراقبة شركة النظافة لأنها بطيئة في رفع النفايات التي تملأ الأحياء وبالذات أحياء الكرنتينة والهنداوية ووسط البلد وغليل وأحياء شرق جدة مؤكدين على وجوب مضاعفة الإنارة في الأحياء المتضررة لأنهم متخوفون من السقوط في الحفر ليلاً لعدم توفر الإضاءة الجيدة في هذه الأحياء، التي تعاني من نقص في الخدمات .وكرر الأهالي في بعض الأحياء مطالبهم بزيادة الحاويات التي ترمى فيها النفايات ومتابعة شركة النظافة لحملها على العمل في الوقت المحدد حتى لاتطول المدة وتصبح النفايات أرضا خصبة للحشرات والجرذان الذي تهاجم المنازل ليلاً. الكرنتينة تتصدر الأحياء المخالف: وقال علي السفري من سكان حي المصفاة إن الشارع والأحياء المتفرعة منه تعاني من تصدع الاسفلت والحفر التي تتسرب منها المياه الملوثة بكثافة، وتشكل خطرا بيئيا ونفسيا عليهم وأطفالهم الذين يخرجون إلى المدارس مشياً على الأقدام، مما يضطر أولياء الأمور إلى مرافقتهم في عبور الشوارع خوفاً من سقوطهم في هذه الحفر ناهيك عن القاذورات التي ترمى من قبل العمالة المخالفة التي شكلت هاجسا آخر للمواطنين. وقال السفري:"هذا الحي المعروف باسم الكرنتية هو من أسوأ أحياء جدة من حيث تواجد المخالفين ونشر ثقافاتهم في الحي من خلال ممارسات سيئة فهناك سوق يوم الجمعة يعج بكل أنواع المخالفات المباعة وحدث ولاحرج.". وتابع السفري بقوله:" أين هي الجهات ذات العلاقة من القيام بعملها وتنظيف الحي من مشاكله.". وأكد محمد الشمراني من سكان نفس الحي على أن الطريق باتجاه الجنوب من أشد الشوارع المتضررة التي تصدعت، وتكثر فيها المطبات والحفر والمياه المتسربة من المواسير المخفية. وقال الشمراني:" يشق علينا كثيراً خروجنا من المنزل سواء على مركباتنا أو سيراً على الأقدام، كما أن الشوارع وسط الحي ضيقة والطبيعة الجغلرافية المعقدة للكرنتينة هي أرض خصبة وتكاد تكون مكبا للنفايات ومصدرها معروف من العمالة المخالفة التي تتواجد بشكل لافت في الحي كما ان الحفريات في الحي موجودة بشكل كبير ولا تكاد تجد شارعا أو منزلا إلا وأمامه حفرة أو أكثر وبالتالي تسرب المياه تزيدها عمقا أكبر وحقيقة هناك منازل شبه مهجورة بداخلها مياه راكدة ويسكنها بعض العمال المخالفين من الجنسية الافريقية الذين هم الغالبية في الحي منذا زمن طويل ويشكل وجودهم مصاعب كبيرة للمواطنين من كثرة مخالفاتهم فقد حولوا الكرنتينة إلى منطقة خطرة حتى على المشاة". وأضاف احمد القرني :" شوارع هذا الحي تختلف عن باقي شوارع محافظة جدة لسوء الوضع وفيها كل مايخطر على البال من مخالفات وسمي الكرنتينة، حفريات وسياراة خربة في الشوارع ونفايات، وأيضاً تتسرب المياه داخل الحي وهي مصدر للبعوض والحشرات." وأكد القرني على أن النفايات لا تزال تركن في الحي داخلياً وتنبعث منها روائح كريهة وتتجمع عليها الحشرات ويهاجمهم البعوض ليلاً، بالاضافة إلى الحفر والمطبات. وأضاف :"الكرنتينة أكبر حي يقصده المخالفون السمر وتوجد محلات للتجمع لهم تحت الاشجار وتقوم بعض النساء الافريقيات بعمل الشاي والقهوة لهم في مخالفة صريحة لنظام الاقامة والعمل". وقال صالح المنتشري:" تشاهد بأم عينيك سائقي المركبات وهم يضعون الطوب أو الكرتون أو ما يتوفر في الطريق يضعونه أمام المطب أو الحفرة الشديدة إعلاناً منهم للآخرين لوجود حفرة ومطب في المكان". وبين حسين الزبيدي من سكان المنتزهات بقوله:" لا أعلم ما المشكلة بالضبط هناك من يقول إن هذه التحويلات للحفر المتواجدة متعلقة بالصرف الصحي فيما نطالب بتوفير أعمدة الإنارة وعمل الأرصفة بالإضافة إلى إنهاء جميع التحويلات والحفريات قبل سفلتة الطريق حتى لا يعاد حفره من جديد لأن هذا الأمر مزعج بالنسبة لنا في الضوضاء والتنقل، مفيدا ان هناك حفريات كبيرة تلحق الضرر بالمركبات وتساهم في خلق نوع من الزحام كما أن دوار المستقبل الذي يؤدي الى داخل الاحياء يشهد زحاما صعبا اوقات الذروة وهو بحاجة الى وجود رجال المرور للمساهمة في تسهيل الحركة للعائدين إلى منازلهم." مطالب عاجلة: واعتبر محمد الزهراني أن أكثر المعاناة في الحي تكون من الهبوطات في الشوارع وزيادة الحفريات والحفر الوعائية بالإضافة إلى عدم وجود السفلتة، واستغرب من عملية حفر الشارع الذي لم يمض على سفلتته بالكامل مدة طويلة، ولفت إلى أن مياه الصرف الصحي قلت بشكل كبير الآن لكنها تتسرب للشوارع في أوقات متفرقة مضيفا الزهراني ان كافة الاحياء الشعبية في المحافظة تعاني من مشاكل الحفريات وتحتاج الى عمل كبير وسريع من الجهات المسؤولة في أمانة جدة ومتابعة وبمشاركة فاعلة من أي جهة ذات صلة حتى يكون العمل متكاملا وفي وقت زمني وجيز. وبين سعد الأسمري أن شركة المياه الوطنية في الفترة الماضية استطاعت توفير حلول للمشكلات التي كان يعاني منها الحي بالتعاون مع أمانة محافظة جدة لكن سكان الحي ينتظرون الكثير لإنهاء كل الحفريات واستكمال جميع التمديدات لنتمتع بتواجد الخدمات داخل الحي بمشيئة الله. وتابع:" العمل لا بد أن يكون سريعا حتى نشاهد تغييرا في الحي في القريب العاجل". وفي حي قويزة في كافة مداخل الحي وبالذات شارع جاك قال سعد الحربي:"الهاجس الذي يؤرقنا في حالة الصيانة الأعطال المتكررة لمركباتنا، جراء السقوط في احدى الحفر أوالتعرجات والتي تكلف مبالغ باهظة." وأشار الحربي انه يفكر جديا في البحث عن حي آخر من اجل الراحة من كثرة المشاكل التي تحيط بالحي. وأوضح عوض المطيري أن هناك عددا من المشاريع المتأخرة لبعض الجهات في الحي حيث تقوم بعض الجهات بحفريات لتمديدات المياه أو الاتصالات وغيرها ثم تهمل سفلتة الموقع مما يحول الشوارع إلى حفريات ومطبات تربك الأهالي وتتسبب في تعطل الكثير من المركبات وعرقلة السير في هذه الشوارع، إضافة إلى أن عدم ردم هذه الطرق والتأخر في سفلتتها يساهم في انتشار الغبار وتزايد حالات الربو. وبين المطيري أن الحي يحتاج إلى صيانة شاملة من قبل الأمانة وخصوصاً مع تهالك الاسفلت وضعف الإنارة ، إضافة إلى ضرورة متابعة تنفيذ مثل هذه المشاريع الخدمية التي تنفذها بعض الجهات ومطالبتها بإعادة سفلتة الطرق ومحاسبة المقصرين في ذلك. كما وصف عبدالله السلمي تأخر أي مشروع في الشوارع عن الوقت المحدد له أنه قد يضاعف أزمة المرور ويصبح عائقاً أمام عامة الناس خاصة وأن صعوبة الاحياء الشعبية شرق جدة وطبيعتها الجغرافية المعقدة تجعل أولياء أمور الطلبة احيانا يذهبون إلى احياء بعيدة من اجل الوصول الى مدارس ابنائهم. ومضى السلمي قائلا :"في اوقات الذروة تشهد بعض الدوارات الوقوف بالساعات الطوال خاصة دوار المستقبل الذي يتفرع منه 4 اتجاهات تجاه الشرق ناهيك عن المطبات الموجودة حول الدور التي بسببها تتم عملية الزحام كما ان رجال المرور لايتواجدون من أجل فك الاختناقات المرورية." وطالب عبدالله الحربي من سكان حي الجامعة من الجهات ذات العلاقة الاسراع في صيانة الشوارع واصلاح الحفريات بالردم والسفلتة وايقاف نزيف الشوارع من تسرب المياه التي اعتبره الحربي هو أكبر مصدر لاتلاف الشوارع. وارجع الحربي سوء النظافة في الحي إلى تدني مستوى ثقافة بعض السكان من حيث رمي أي شيء في الشارع بالرغم من وجود حاويات خصصتها الأمانة لهذا الغرض."