** لقد اتيت وضغطت على الجرح بما كتبته ذات يوم في هذا المكان عن بعض الكتاب الذي يحشون عيوننا كل صباح بهذا الغثاء الذي يهرقونه على الورق.. ويبدو لي ان هؤلاء يعتقد الواحد منهم انه إذا لم ينشر سوف تتوقف حركة الحياة وتضيع كل القضايا.. ان ما ذكرته كان توصيفاً رحيماً بهم فهم كالذي يضع اصبعه في عينك كقارئ.. فمتى يرحمونا من هذا الصخب كل يوم. هذا ما جاء في ذلك الفاكس السريع والطائر الذي تلقيته امس موقعاً من أحد القراء رمز لاسمه "بفاهم" ولقد اعجبتني عبارتك يا أخ "فاهم" بالزحام الذي يمارسونه على اعمدة الصحف كل يوم. العبارة كثيفة المعنى.. موحية بتلك "الكثرة" الكاثرة والتي تجعلك لا تعرف اين تضع قدمك..؟ وهي تدل على مدى الوعي الكبير الذي عليه "قارئ" هذه الايام وهو ما يضاعف مسؤولية الكاتب امام هذا القارئ العادي والذي يعتبر بعض كتاب هذه الايام بانه يمكن استغفاله والضحك عليه وتلك واقعة الوقائع.. التي يضع هؤلاء انفسهم فيها.. ودون ادراك او انهم يدركون ذلك لكنهم يتعامون عنه.. وتلك مصيبة كبرى ايضاً.. ان يكون ذلك كذلك. ان هم الكتابة لم يعد الا هماً ذاتياً كأن يريد ذلك الكاتب ان يكون له رأياً.. وبالتالي له مكانه في مجتمعه الكتابة مسؤولية قبل أي شيء آخر فانت عندما تقول كلمتك لابد ان تكون صادقاً فيها محترزاً من ان تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة التي هي الباب الواضح والصريح نحو الحق الذي تنشده فيما تكتب وتقول وغير ذلك ما هو الا تدليس وظلم لنفسك قبل كل شيء.