اختارت إدارة مهرجان الشباب للأفلام 33 فيلماً تعتبر الحصيلة المناسبة بعد عملية فرز لأكثر من 103 أفلام. وتأتي من منطلق دعم فئة الشباب المهتمين بصناعة الأفلام التي تحاكي الواقع الاجتماعي وتصوّر التاريخ الديني وغيرها من الأفلام الروائية والوثائقية التي تحتكم للعادات والتقاليد السعودية وتوعية الشباب وترسيخ الوازع الديني لديهم والحرص على مفهوم الانتماء لولاة الأمر وحب الوطن. كما وقع اختيار إدارة المهرجان، على الفيلم الوثائقي "رحلة إلى مكة" ليكون فيلم الافتتاح الرئيس لفعاليات المهرجان الذي ترعاه الرئاسة العامة لرعاية الشباب على مسرح نادي جدة الأدبي خلال الفترة من 30 يناير الجاري وحتى الثاني من فبراير المقبل، في ظل منافسة قوية بين عشرات الأعمال المشاركة في مسابقتي المهرجان. والفيلم شارك في العديد من المهرجانات الدولية كما حاز العديد من الجوائز منها جائزة آيماكس، ويستعرض الصعاب العديدة التي واجهها الرحالة المسلم "ابن بطوطة" أثناء رحلته لأداء فريضة الحج من بلده المغرب إلى مكةالمكرمة عام 1325م وكيف قضى نحو 18 شهرًا للوصول إلى مكةالمكرمة تعرض خلالها للسرقة ومحاولة القتل من قبل قطاع الطرق. وقد تم تصوير الفيلم في كل من المغرب والمملكة العربية السعودية باللغتين العربية والإنجليزية، مع الأمازيغية في الخلفية، وتمت الاستعانة بصوت الممثل البريطاني "بين كنغسلي" في نسخته الإنجليزية لرواية الأحداث، بينما تمت الاستعانة بصوت عبد الفتاح بوعكاز في نسخته العربية. وتستمر أحداث الفيلم على مدى (45 دقيقة) لجأ خلالها المخرج الشهير "بروس نيبور" للاستعانة بأكثر من ألف دابّة، و500 كومبارس وسار بهم في خطوط ملتوية بين كثبان الرمال في الصحارى المقفرة. وقد استغرق العمل على الفيلم أربع سنوات بميزانية قُدّرت ب13 مليون دولار أميركي. وقد تعمّد المخرج استخدام نظام ال"IMAX" الذي يجعل الصورة أكبر من حجم الصورة السينمائية التقليدية، ويجعل المشاهد يتماهى مع الشخصيات. كما لجأ إلى التصوير من كاميرات وُضعت في طائرات مروحية على ارتفاع شاهق تحلّق بسرعة فائقة، ليَشعر المشاهد بأنه يطير. هكذا، يُدخلنا المخرج إلى عالم ابن بطوطة، الذي يبصر نفسه في بداية الأحداث يطير إلى مكّة لتأدية مناسك الحجّ.