" إن الحب جميل و شرير ، خَطر عندما يتنمر ، إن الحب نعيم وهو الجحيم ايضاً إذا غضب ، الحب أحلام نحيا في رؤاها ، والويل عندما تصبح أشباحاً تطاردك في الصحو وفي المنام". لم يكن هذا قولي ولم تكن تلك كلماتي ، بل هي رؤية الكاتب الساخر (احمد رجب) في آخر ما صدر له وهو كتاب بعنوان (يخرب بيت الحب) ويخرب بيت الحب فعلاً يا أستاذ رجب. قد كان في رؤيته تناقضات عديدة حول الحُب ، ولكنها تناقضات طبيعية تعتري مشاعر كل البشر في أحاسيسهم وتقلباتهم لكنها لم تكن عادلة على الإطلاق. فقد تحدث عن الفوارق الطبيعية في العلاقة بين الرجل والمرأة وتناول في رؤيته المختصرة العديد من الجوانب في الحب والغيرة والزواج ، ولكن ما لفتني ورفع ضغطي قليلاً "تحيزه للرجال وتحامله على النساء" فقد كانت نظرته للحب عند الرجل أنها بداية أو مقدمة لأشياء أخرى ، لكن في المقابل كانت نظرته للحُب عند المرأة أنها لا تعد أكثر من كونها كياناً اقتصادياً ! وفي جانب الغيرة رأى أن مبعثها عند الرجل هو الحب أو الرغبة في الاستئثار بأنثاه ، بينما الغيرة عند المرأة على النقيض تماماً إذ يغلب عليها الدافع الاقتصادي أيضاً ، لأن المرأة عديمة الثقة بالرجل وإن تظاهرت بغير ذلك. وهنا سوف تشعر بالغيرة أو بالخطر والتهديد إذا نافستها امرأة اخرى في حُب رجلها ! وهذا التصنيف لم يجانب الصواب على الإطلاق من جهة المرأة لا في الحب ولا في الغيرة ، فالمرأة حين تحب رجلاً فهي تحبه لذاته أولاً والتي تتمثل في شخصيته و طبائعه وطريقته في التعبير لها عن حبه وغيرته وسلاسته ورقته في التعامل معها ، ثم تأتي بعد ذلك الأمور التي ذكرها -الراحل رجب- والتي نحبها ايضاً كنساء ولا نخجل من ذكرها وأعني بها الجانب الاقتصادي ، فليس هناك أروع من أن يحب الرجل أنثاه ويدللها بما تستحق ، "فعقد ألماس يا الله أو شيك على بياض أو وردة -لو بلاستيك- والله المستعان". ثم نأتي بعد ذلك للمرأة حين تغار ، لم استوعب كيف تغار لدوافع مادية وهي لا تحب ؟ فمراحل الغيرة عند النساء تبدأ بزعل ثم (عفرتة) ثم بشعور شرس يجعلها تستوحش وتتحول (بقدرة قادر) من كائن لطيف إلى كائن (يا لطيف) وبعد تلك المرحلة حتى (إبليس) قد يتجنبها خوفاً من شرها. صحيح أن المرأة دائمة الشك بالرجل لأنه "ألعوبان" وشعارنا الدائم والملازم في هذا الجانب يقول : "يا مأمن للرجال يا مأمن للميه في الغربال". ومن هنا نستطيع أن نقول أن الدوافع لغيرة أنثى عاشقة بالفعل ليست اقتصادية على الإطلاق ، بل هي عاطفية بالدرجة الأولى لأن الأنثى أنانية بفطرتها ومحبة للتملك ، وهي لا تغار على رجل لا تحبه في الأساس ، وإن حصل و (شَبّت) نار الغيرة و (دبّت) في قلبها فأجار الله السامعين والعاشقين والقارئين. اخيراً أحب أن أقول … (يعمَر) بيت الحب ويطول عمره ، لكلٍ منّا رؤيته ، ولكل منّا فلسفته ، ولكل منّا طريقته ، لكني عجزت من أن ألقى فيه طريقي وفلسفتي ولم أجد إلا أغنية مُنقرضة تمثلني للفنان الراحل أحمد الزبيدي يقول فيها : (فيوز) القلب محروقه وفي جسمي ضربني ماس ، حتى الأكل ما اذوقه من أفعال الهوى يا ناس. @rzamka [email protected]