كانت حادثة إنقاذ متداولة لرجل آسيوي ينقذ سائحا وزوجته علقت أرجلهم بالوحل ومحاولاته التي بدت يائسة وهو يحاول مساعدتهم للخروج ، وحمله لمتعلقات التصوير الثمينة وعودته للوحل إلى أن وضع جسده على الأرض معبرا لهم ونجح في مهمته ثم انصرافه سريعا لم ينتظر منهم أي جزاء .. هذا الرجل الطيب رسم مشهدا يختصر فيه سلوك أمم و شعوب أخرى .. وبالأصح الأخوة الإنسانية كانت هناك في أجمل صورها .. ما أروع هذه النفس ما أجمل قلبه .. لم يستغرب البعض منا وجود الأخيار في هذا العالم ؟ هذا العالم فيه من السماحة وسمو الإنسانية ما يجعلنا نتوارى خجلا من إساءات أحدثناها في إسلامنا هنا وهناك .. ديننا منهج حياة لكننا لم نتعلم جيدا منه ، إهمال يطالنا .. نعم نحن مقصرون ! واجبنا أن نقدر الآخرين وأن نبتعد عن الفوقية .. سأسترجع حكاية يتوارثها أبناء بلدي منذ عهد الطفرة وترف المعيشة الذي صبغ حياتنا .. حكاية احترام الوافدين ! منذ الصغر كنت لا أستسيغ عبارات يتداولها الآخرون تنتقص من جاليات آسيوية عملت عندنا ولا تزال ، واسمحوا لي بعبارة ( أنت هندي ما تفهم ) التي تلقى على سبيل التندر والضحك من قلة فهم الآخرين ! أو من عدم إحسانهم التصرف في أي عمل ! لم نقلل من قيمة الشعوب الأخرى ؟! هذا المفهوم درج عندنا ملقيا بظلاله معلنا نشوء هذه النظرة وهذا الحكم القاصر ! ألم يتبادر إلى أذهاننا أن الشعوب الإسلامية تنظر لأبناء الجزيرة العربية على أنهم نخبة الإسلام وأحفاد الصحابة رئة الاسلام التي تتنفس وتبعث الحياة في قلوب المسلمين ، مليار مسلم وثلاثة مئة مليون ينظرون ل 30 مليون في شبه جزيرة العرب نظرة التقدير التي تكاد تصل للتقديس محبة .. نحن نواة القيم الإسلامية والتعاليم السمحة فماهي الصورة التي نقلناها للعالم أي إساءة في حقنا وحق الإسلام ترتكب دون أن نشعر .. دون أن ندرك ! الدين المعاملة هذا هو ديننا الذي دعانا إلى الخلق الحسن في محافل كثيرة .. حين نتعامل مع الوافدين باختلاف معتقداتهم بهذه الفوقية وروح تعال منفرة نكون قد أحدثنا في نفوسهم انطباعا سيئا عن الإسلام الذي لم يتمكن من تربية الأخلاق ولا حتى السيطرة على الطباع المعيبة ! حقيقة قاسية مهما حاولنا التغاضي عن رؤيتها ! لم ينتشر الاسلام بقوة السيف في أقاصي الشرق .. أندونيسيا أكبر الدول الإسلامية ذات العدد المهول 250 مليون وصلها الإسلام بأخلاق وقيم وأمانة تجار اليمن كان رقي التعامل وسمو النفس الخيرة هو ما ميزهم وجعل سكان تلك البلاد يدخلون في الإسلام أفواجا أفواجا .. الدين ليس فروضا في أشهر معينة تؤدى ولا ركعات في مسجد وإنما لابد من إطار يمثل القيم والسلوك والمعاملة إن لم يكن هذا الإطار يصبغها فإن وجه الإسلام يكون مشوها لا يستحب النظر إليه ! هي دعوة إلى الارتقاء بالتعامل الديني والإنساني وهو مطلب يلزمنا الإسلام به .. واجبنا نحن المسلمون عكس الصورة الصحيحة للإسلام خالية من الشوائب من كل ما يسيء إلى إسلامنا إلى هويتنا وقيمنا ومبادئنا لنكن رسل محبة وسلام واحترام للعالم أجمع. [email protected] mtmyh1 @ رواء الكلم