بداية اعتذر عن عدم إضافة هذا الملف للملفات المهمة التي طرحتها على سعادة محافظ بيشة الأستاذ / سعيد بن سبره مع بداية تعيينه محافظا لبيشة وذلك بالعدد 21434 الأربعاء 5 ربيع الأول 1436 ه من هذه الصحيفة ، لكن المقطع الوثائقي الذي "لايكذب أهله" حول قطع إشارات المرور بمحافظة بيشة يعود بي إلى تاريخ 2013/10/21م حينما كتبت مقالة ناشدت فيها محافظ بيشة السابق تحت عنوان (إلى محافظ بيشة .. تمنيت أن أكون لك سائقاً ) ذكرت فيها أنه لأول مرة منذ سنوات بل عقود أسعد بالمكوث في محافظة بيشة اربعة ايام ومن قبل مقالة أخرى تحت عنوان ( مرور بيشة والغياب القاتل ) اشرت فيه مانصه ((( كنت في بيشة وأرى بيشة مكانا وسكانا عندي لها شأن كبير جدا كجزء غالٍ من هذا الكيان الشامخ الكبير ، كتبت عنها ما بين مشيد بجوانب وناقد لجوانب أخرى، إشادة من باب للمحسن أحسنت ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله ونقدا من باب العتب وعتب المحب عشم لكي نراها تأخذ نصيبها من التطور والنماء الذي تشهده المملكة بصفة عامة في عهد خادم الحرمين الشريفين ، تطرقت لوادي بيشة ومخاطر السيول هنا قبل أكثر من عقدين من الزمن والذي تضاعفت سلبياتها إلى ان شكلت كوارث عايشها الأهالي في السنوات الأخيرة، ومن قبلها تطرقت لمداخل بيشة وذلك من (40) عاما خصوصا مدخل من جهة (جسر بيشة) إلى الروشن والذي اصطدم بشارع من الصعب توسعته وإذا فرضنا أجريت توسعة او تعديلات في تغير المسارات او توحيدها فلا جدوى من ذلك، تحدثنا عن جسر بيشة قبل تنفيذه من جبل (صدع) وطرحنا افكارا لو نفذت في حينه لكانت الجدوى أفضل، تحدثنا عن الزراعة قبل الجفاف، تحدثنا عن (سد وادي بيشة) وفي أكثر من مائة مقال عن هموم أهلنا في بيشة الفيحاء ولكن لا حياة لمن تنادي، وبيشة تعاني من نتاج تلك السلبيات كثيرا اليوم لست هنا بصدد شيء من ذلك بقدر ما أود الحديث عن المرور في بيشة، أعترف في البداية أن المرور حصن الشوارع بالكثير من الإشارات وإن كانت بحاجة إلى إعادة ترتيب وكذلك زودها بشاشات عرض الوقت، ولكن ما رأيته وهالني طيلة اربعة أيام ظاهرة قطع الإشارة في رابعة النهار وذلك في كل شارع نصبت به إشارة وكم تمنيت أن اقف عند إشارة واحدة دون أن يعكر صفو اللحظة قاطع إشارة بل مما زادني ألما وحسرة أن حتى الدوريات الأمنية تشارك في ذلك الخطر، وطيلة أربعة أيام لم أر دورية مرور واحدة أو رجل مرور في أي شارع أو عند أي تقاطع. إن هذا الغياب جعل الشباب لا يتورع في قطع الإشارات في كل اتجاه من المدينة لأنهم ادركوا الغياب الواضح في التواجد الميداني الذي قد أسهم في هذا التهاون والتهور الملموس، خصوصا وأن الملاحظ للعيان ان هنالك ظاهرة قيادة الأطفال وقد لاحظت ذلك بصورة متكررة وأكيد أن الجميع يشاهد ذلك على مدار الساعة.. إن دور المرور الإيجابي يتمثل في تواجده الميداني الداعم ليستشعر المتهورون أن هنالك رقابة جادة الهدف منها سلامة الأرواح وحماية الممتلكات وضبط السير في الشوارع وذلك بالتقيد بالأنظمة المرورية بأن هنالك جدية))) هذا باختصار فحوى المقالتين السابقتين. والحقيقة ما اشبه الليلة بالبارحة "وكأنك يابوزيد ماغزيت" وعطفا على المقطع الوثائقي الذي انتجته صحيفة بيشة اليوم وعلى ماسبق كنت الاسبوع الماضي في بيشة وبصحبة ضيوف اعزاء ، من الفترة 8 ديسمبر 2015 إلى 13 ديسمبر ، وقد استأجرت لهم (5) سيارات بقيت مركونة أمام الفنادق دون استخدام لما شاهدوه من فوضى مرورية عارمة ، تجتث ابسط تعاليم المرور وفي مقدمتها قطع الاشارة فقد ذهلت مما رأينا خلال ال (5 ) آيام التي قضيناها في بيشة وكانت أكثر حركة تنقل عانينا فيها نفسيا من هول ما شاهدنا من قطع الإشارات جهارا ونهارا ، وفي ليلة المناسبة التي تواجدنا من اجلها وبالقرب منها كان هنالك حادث اليم متمثل في قطع اشارة نتج عنه وفاة واصابة 9 آخرين منهم من يلازم غرف العناية المركزة . فوالله صادقا وجاد قلتها من قبل واكررها اليوم ما وقفت أمام إشارة واحدة ولم اسعد بأن لا ارى قاطع إشارة. حتى أنني شككت أن يكون في المحافظة إدارة مرور أو مقام محافظة والله مكررا لولا إرتباطي بمرافقة ضيوفي والسفر لمكثت الى يوم الاثنين الماضي وقابلت سعادة المحافظ وأطلب منه للمرة الثانية مرافقتي في سيارتي واتشرف أن أكون له سائقا في خدمة الصالح العام وإذا وقفنا أمام أي إشارة ولم يقطعها أحد عليه أن يحكم ضدي بما يرى ، فهل يفعلها سعادته وانا واثق من حكمه بدون موكب أو سيارة معلومة للعيان أتمنى ذلك وانتظر معكم حكم سعادته . وأكتفي بهذا على أمل أن يتحسن الوضع وان تكون هذه المقالة الثالثة ثابتة من بعد خمس سنين عجاف . جدة ص ب 8894 تويتر saleh1958