يوم الاثنين وفي منتصف النهار وبينما الجميع ينتظر دوره عند اشارة المرور، قام احد الشباب وقطع الاشارة دون اكتراث باحد وواصل المسير بكل برود و(........)!!! اترك لكم تعبئة الفراغ بما يليق من صفات لهؤلاء الحمقى الذين غلب عليهم الطيش والتهور وقلة الادب والانانية والغرور. لحسن حظي كنت في المقدمة عند الاشارة مما سهل علي مهمة المتابعة، انطلقت وطلبت من زميلي تسجيل رقم اللوحة، اتجهت لمركز المرور في حي الدانة بالظهران، ونحن في الطريق متجهين لمركز المرور، قال لي زميلي بالعامية ("من جدك بتروح للمرور، وهل تتوقع ان يعطونك وجه، ولو افترضنا انهم استجابوا لك من باب المجاملة، تتوقع ان يتواصلون مع من قطع الاشارة والله انك فاضي وراعي طويلة؟") ماذا عساي ان اقول لصاحبي وممن هم على شاكلته إذا كان هذا هو المفهوم السائد لديهم!؟ يقال احياننا الصمت ابلغ من الكلام!، وهذا ما فعلته مع صاحبي، طلبت منه ان (ينقطني بسكاته). دخلت على مدير مركز مرور الظهران بحي الدانة سعادة العقيد خالد الشلوان وبعد ان عرفته بنفسي، شرحت له الموضوع ولا اخفيكم كنت مترددا لأنني متخوف من سماع نفس الاسطوانة التي اعتاد بعض الزملاء تناقلها حول من يتقدم للمرور بشكوى عن قاطعي الاشارات هنا او هناك بأنني سأسمع الآتي (وما يدرينا ان تكون هذه الشكوى كيدية)!! بكل صراحة، أسعدني استقبال العقيد خالد وتفهمه بل وتشجيعه على التعاون الايجابي بين المواطن ورجل المرور ، قال ما معناه نحن بدونكم لا نستطيع ان نحقق النجاح المطلوب وهذه رسالة لكل مواطن ان يكون العين الخفية المخلصة في الشارع حتى يعلم كل متهور ومستهتر انه محاط من كل زاوية وان تصرفاته لن تمر دون رقابة وعقاب. التهور والفوضى من قبل اغلب السائقين سببت لنا اكثير من الاذى النفسي والمادي ولم يسلم منها اغلب القطاعات من هذه القطاعات على سبيل المثال القطاع الصحي والسياحي والاقتصادي، قد يقول قائل كل هذه القطاعات نالها ما نالها نتيجة قائد متهور؟ نعم ولكن الحيز الخاص بالمقال لا يكفي حتى اسهب بالتفصيل عن مآسي المتهورين، مثال ما يعانيه القطاع الصحي من خسائر فادحة لعلاج اصابات واعاقات الحوادث المرورية بل هناك غرف واسرة في المستشفيات يتم استخدامها لسنوات لمصابي الحوادث، القطاع السياحي هو الآخر من القطاعات التي تدفع ثمن التهور ولن نجد من يرغب في التوجه للاماكن الخلابة والاجواء الجذابة على الرغم من مجهودات هيئة السياحة ما دام هناك من لا يحترم حق الطريق. سؤال لسعادة اللواء عبدالله بن حسن الزهراني، مدير الادارة العامة للمرور، متى نرى وجودا رسميا للجمعيات التطوعية تعمل جنبا الى جنب مع رجال المرور؟ سبق وان كتبت في هذا الجانب اكثر من مقال ولا مانع ان اعيد واكرر، في فتح باب التطوع لانه من الصعب تواجد رجل المرور في كل شارع وفي كل زاوية ومع غياب الوعي وثقافة القيادة الآمنة اصبح وجود متعاونين سريين ممن تنطبق عليهم الشروط اللازمة لمثل هذه المهمات وفي مقدمتها الامانة امر ضروري وباذن الله سوف تنخفض نسبة الانفلات والتهور. اخيرا نقول، يا من تدعي حب الوطن وكلك وطنية، تصرفاتك في الشارع وعدم تقيدك بانظمة المرور تعكس صورة سلبية عن وطنك، فمتى ترسم لوحة جميلة لوطنك من خلال احترامك للنظام والتقيد به؟